|


اختلفت الأمور.. لا نستطيع تفريغ لاعبي المنتخب

حوار - علي الحدادي 2017.05.15 | 04:59 am

قبل أسبوع من انطلاقة كأس العالم للشباب لكرة القدم في كوريا الجنوبية نفى سعد الشهري مدرب المنتخب السعودي للشباب لكرة القدم تلقيه أي خطاب رسمي من اتحاد القدم يبعده عن تحليل المباريات أو الخروج الإعلامي مبيناً أنه مدرب يتعامل بالعقود وليس البيانات التي تظهر.
وبين الشهري في حواره مع "الرياضية" أن المدرب البرتغالي الشهير مورينيو ترك جميع الدورات التدريبية عندما بدأ التحليل واستقر على هذا العمل وهو ما يجعله يواصل استمراره في التحليل كونه يرى ذلك يضيف له ويساهم في تطويره.
وراهـــن الشهـــري علـى الأجهـــزة الفنية الوطنيـــة الموجودة في منتخب الشباب خلال إشرافهم على الأخضر في بطولــة العالم المقبلة، مبيناً أنهم يستحقون الوجود كونهم ساهموا في قيادته إلى هذا المحفل العالمي الكبير.
وطالب مدرب الأخضر الشاب جميع وسائل الإعلام والجماهير بدعم لاعبي المنتخب في البطولة التي أكد أنها يسعى فيها إلى تقديم منتخب يشرف الكرة السعودية.
الشهري تحدث عن تحضيرات المنتخب لمونديال كوريا وحظوظه في البطولة والمنتخبات المنافسة ولاعبي الأخضر.
ـ كيف ترى إعداد المنتخب السعودي للشباب لمونديال كوريا؟
في البداية لابد أن أذكر بأن المرحلة الأخيرة الحالية هي سلسلة من مراحل سابقة تم خلالها إعداد المنتخب بشكل جيد، ولا شك في أن كل مدرب يتمنى أو يطمح إلى أن يكون اللاعبون موجودين معه في فترة زمنية جيدة، ولكن تبقى المنتخبات هي نتاج عمل الأندية، لذلك علينا أن نتماشى مع هذا الواقع ونسعى لأن نصل باللاعبين إلى المستوى الفني بشكل سريع جداً، ولدينا تجربة مع المنتخب لفترة طويلة وبإذن الله لن نجد صعوبة في تحديد أهدافنا خلال المونديال.
ـ هل الوقت كافٍ لإعداد المنتخب لبطولة في حجم كأس العالم؟
أي إعداد لمنتخب لابد أن تضع في الاعتبار عدة أمور وفي الأخير المنتخب يتعامل مع لاعبي الأندية التي لديها استحقاقات، ومن ثم كانت لدينا خطة طويلة للإعداد بدأناها بعدد من المراحل حققنا فيها العديد من الأهداف الفنية وتبقى الآن المرحلة الأخيرة في كوريا سنضع خلالها اللبنة الأخيرة لاستعداداتنا.
ـ كم عدد المراحل التي مر بها إعداد الأخضر الشاب لمونديال كوريا؟
كانت خمس مراحل للإعداد للمونديال من بعد نهاية كأس أمم آسيا، مرحلتان داخليتان في الرياض وجدة ومرحلة ثالثة في تركيا وأخرى في إيطاليا والأخيرة في كوريا.
ـ لماذا لم يكن هناك تواصل من إدارة المنتخب مع الأندية من أجل تفريغ اللاعبين لهذه المشاركة؟
أعتقد أن هذه الأمور كانت متاحة في الفترات الماضية، لكن الآن اختلف الوضع فتتعامل مع لاعبين محترفين وأيضاً تتعامل مع برمجة دوري ومن ثم يجب علينا كجهاز فني أن نتأقلم مع هذه الأمور وكذلك لابد أن يعي اللاعبون بأن اجتهادهم في النادي مرتبط ببقائهم في المنتخب، لذا حرصنا على عمل التوازن الجيد في المرحلة الماضية بين المنتخب والأندية.
ـ إذاً لو كنت طلبت تفريغ اللاعبين لن يكون هناك رفض من الأندية؟
من الطبيعي أن يكــــون هناك رفض، لذلك نحن كجهاز فني تعاملنا باحترافية مثلنا مثل أغلب دول العالم مع لاعبيها باستدعاء اللاعبين قبل فترات البطولة فقط، ونعمل علــى تــدارك الكثير من الأمــور الفنيــة من خلال معسكر كوريــا.
ـ كانت لديك رغبة قوية بإشراك لاعبي منتخب الشباب مع لاعبي الفريق الأول حدثني عن هذه الرغبة؟
لا شــــك أن كــل نادٍ يعمل على حسب أهدافه وحسب رؤية المدير الفني، فنحن كنا سعيدين بمشاركة بعض اللاعبين مع أنديتهم في الفريق الأول للحصول على خبرات فنية أكثر، وللأمانة كان طموحنا أكبر من مشاركة الثنائي عبدالرحمن الدوسري وحسين النجعي مع فريقهما النصر ومع ذلك حتى مشاركتهما كانت متقطعة وليست مستمرة، فكأس العالم تحتاج إلى أن يخوض اللاعب منافسات أقوى من التي يشارك فيها بالفئات السنية حتى يستطيع أن يجاري لاعبي المنتخبات الأخرى في المونديال، فسنلعب ضد لاعبين على مستوى عالٍ ومن ضمن هؤلاء اللاعبين مهاجم موناكو الفرنسي مبامي وهو أحد اللاعبين المشاركين في المونديال وستكـــون جميع الأنظار متجهة صوبه وكل أنظار الأندية الكبيرة في العالم تتابعه، ومن ثم هناك فرق فني كبير بين أغلب اللاعبين في المونديال، خاصة الذين يلعبون في أندية كبيرة وبين لاعبينا، ورغم ذلك نستطيع إن شاء الله بدعم الجميع وبالإمكانات الفنية الموجودة لدينا من اللاعبين وعطاءاتهم الفنية وأهدافهم المستقبلية، فاللاعبون لديهم أهداف كبيرة من خلال مشاركتهم في المونديال والتي ستكون بالنسبة لنا كجهاز فني حافزاً لتقديم الأفضل، وبإذن الله هؤلاء اللاعبون بعد كأس العالم أتوقع بأنهم سيجدون فرصة أكبر مع الفريق الأول بأنديتهم.
ـ هل أنت مع المعسكرات الطويلة التي تكون فوائدها أكبر على اللاعب السعودي؟
أنا ضد المعسكرات الطويلة لأنني مع التوازن والمعسكرات متوسطة المدى والخارجية وعلى فترات وتخوض خلالها العديد من المباريات الودية مع منتخبات قوية، ومن الضروري أن يوجد اللاعب مع ناديه ويشارك في الدوري، أيضاً أنا ضد ابتعاد اللاعب لفترات طويلة عن أهله لأنه شيء صعب بالنسبة له، وأعتقد أن التوازن مطلب مهم جداً، فيجب الآن أن تكون لدينا خطط وبرمجة للمنتخبات الوطنية في المرحلة المقبلة وهذا هو الأهم، وهي كيف تضع خطة لمدة سنة أو سنتين والهدف من هذه الخطة روزنامة تستطيع من خلالها أن تلعب مع المنتخبات القوية العالمية.
ـ أحققت أحلامك بوصولك إلى كأس العالم مدرباً؟
بكل أمانة الوصول لكأس العالم هو هدف أي شخص على مستوى أي مرحلة جديدة، تكون له أهداف، وأتذكر أول اجتماع لي مع مسؤولي الاتحاد السعودي السابق خلال توقيع العقد كان هدفي وقتها هو الوصول لكأس العالم، للأمانة سعينا واجتهدنا في العمل الخاص لهذا المنتخب بداية بوصولنا لكأس أمم آسيا كنا نمني النفس بتحقيق اللقب الآسيوي حققنا مركز الوصيف وتأهلنا إلى كأس العالم، فجزء كبير من الأهداف يتحقق، ومن ثم أهدافي لا تتوقف بعد كأس العالم، فعقدي التدريبي ينتهي مع المنتخب بعد المونديال، وإلى الآن لم يتم تجديد عقدي، لذلك بعد المونديال ستكون لدي خطوة أخرى في عالم التدريب سواء مع الأندية أو حتى الاستمرارية مع المنتخب.
ـ كيف تــرى المنتخبات الموجــودة في مجموعتك؟
صعبة والمنتخبات قوية في مجموعتنا، فالسنغال هو ثاني إفريقيا، والإكوادور ثاني أمريكا الجنوبية وأمريكا بطل أمريكا الوسطى، لذلك سنلعب مع منتخبات أبطال ووصيفها في قاراتها ولكن نحن أيضاً وصيف آسيا وقادرون بأن نقدم مستوى مشرفاً في المونديال.
ـ لماذا لم تستعن بخبرات أجنبية في الجهاز الفني لكي تكون لك عوناً في المونديال؟
بالنسبة لي لا أرى أن هناك فرقاً بيننا وبين الأجانب أنا في السابق عملت مع مدربين أجانب على مستوى منتخب الشباب ولم نستطع تجاوز الأدوار التمهيدية في كأس آسيا، ولذلك نحن كجهاز مواطن لدينا الخبرة الكافية والحماس والعزيمة ونستطيع منافسة أي جهاز فني آخر، الحمد لله وصلنا لنهائي كأس آسيا رغم الإعداد البسيط واستطعنا مع ذلك التأهل إلى كأس العالم بخبرة المجموعة الحالية وتجاوزهم لكل الصعوبات إلتي واجهتنا في الإعداد، لذلك كان يجب علينا أن نكمل مسيرتنا وأن نقدم أنفسنا في كأس العالم كجهاز مواطن فهو الأحق والأجدر أن يأخذ فرصته كاملة لأنه كان سبباً رئيسياً في تأهل المنتخب.
ـ لكن هناك فرق بين الخبرات الأجنبية والمحلية؟
المدرب السعودي كان ينقصه فقط أن يطور نفسه بشكل أفضل في مجال التعليم والتنظيم العملي الفني وهذا الأمر بدأت تنتهجه اللجنة الفنية بالاتحاد السعودي لكرة القدم بوضع العديد من البرامج وكانت الفائدة كبيرة وأصبح واسعاً بشكل كبير، وشاهدنا خبرات أجنبية عملنا معها لا تختلف كثيراً عن المدرب السعودي، وتختلف فقط عملية التطوير نفسها التي كان يقوم بها في بلده والتي جعلت المدرب الأجنبــي يتفـــوق نوعاً ما على المدرب المحلي من ناحية التنظيم العملي لكن من ناحية قراءة اللعب والفلسفة التدريبية فالمدرب السعودي قادر على أن يقدم نفسه بشكل ممتاز.
ـ عملت كثيراً على تطوير نفسك بحضور العديد من الدورات التدريبية؟
بالتأكيد كل مدرب يجب عليه أن يطور من إمكاناتــه الفنية ويستفيد من العلوم التدريبية بالإضافة إلى تحليل المباريات فالتحليل أصبح الآن هو أساس التدريب، فالمدرب الذي لا يجيد التحليل بشكل عام لا يستطيع أن يستمر في عالم التدريب، لكن مع التحليل تستطيع أن تحلل حتى فريقك ماذا يحتاج فنياً وماذا يجب عليه أن يتلافى من السلبيات وتعلم النقص الموجود في الفريق وتحاول تصحيحه وأيضاً تعزيز الإيجابيات، فالتحليل أيضاً يساعدك في قراءة المنافس، صحيح الآن كل جهاز فني يوجد فيه محلل لكن هو يعمل تحت ضوء وطلب المدرب الرئيسي، لذا المدرب لابد أن يجيد هذا العلم علم التحليل وعلم النفس الرياضي واللياقة البدنية، فالتحليل هو أساس العمل التدريبي والدليل المدرب البرتغالي الشهير "مورينيو" عندما بدأ يتعلم التحليل ترك جميع الدورات التدريبية الأخرى واستقر على هذا العلم لأن التحليل مهم جداً في علم التدريب ومن خلال تحليلك للمباراة تستطيع أن تكتشف جميع الخلل الموجود في فريقك.
ـ هل حصل اجتماع بينك وبين الهولندي مارفيــك مــدرب المنتخــب السعودي الأول؟
تقابلت مع مارفيك خلال دورة البيرو للمحترفين التي أقيمت في مدينة أبوظبي وجلست معه واستفــدت من خبراته وتناقشنا عن توجهاتنا المقبلة خلال كأس العالم للشباب وأخذت بعض النصائح الإيجابية منه.
ـ ما الذي يخيفك قبل انطلاق كأس العالم؟
الشيء الوحيد الذي يخيفنـــي هو الإصابـــات قبل كأس العالم، فهناك لاعبون ساهموا في وصولنا لكأس العالم وافتقدناهم الآن بسبب الإصابة والأقدار لم تساعدهم في الوجود في المونديال، فكل مدرب لابد أن يضع اعتبارات لهذا الشيء لأنه وارد في كرة القدم، لذلك عندي ثقة في المجموعة الموجودة من لاعبين أساسيين وبدلاء وأتمنى للمصابين الذين لم يحالفهم التوفيق بالوجود معنا والعودة للمشاركة مع أنديتهم بعد تشافيهم.
ـ ماهو الهدف الرئيسي من معسكر كوريا؟
معسكر كوريا هو المرحلة الأخيرة من الإعداد للمونديال ولدينا العديد من الأهداف الفنية بالتركيز على التحولات الهجومية بالاعتماد على الهجمات المرتدة خاصة أن المنتخب السعودي يتميز فيها بوجود العديد من اللاعبين الذين لديهم المهارة والسرعة، خاصة أنك ستواجه منتخبات قوية في المجموعة وبالتالي هذه الطريقة الأنسب لمجاراتهم فنياً، بالإضافة إلى خوض عدد من المباريات الودية لتطبيق النهج التكتيكي وطريقة اللعب وحرصنا على اللعب مع منتخبات قوية وطريقة لعبهم قريبة من منتخبات المجموعة.
ـ ماهو طموحك في كأس العالم إلى أين تريد الوصول؟
الطموح لا يتوقف، لكن للأمانة لدينا هدف مهم جداً وهو الوصول إلى الدور الثاني ومن خلال الدور الثاني الطموح سوف يزيد إذا وفقنا الله، فنحن في البحرين بدأنا بطريقة التخطيط من خلال التعامل مع كل مباراة على حدة ومن ثم التأهل إلى الدور الثاني وهذا الذي حدث حتى وصلنا للمباراة النهائية، ولكن في كأس العالم الأمور ستختلف الآن عملنا وتركيزنا وجهدنا منصب على المباراة الافتتاحية أمام السنغال، دائماً المباراة الأولى تكون نوعاً ما مفتاحاً لك ولكن ليست النهاية فنحن تعلمنا درساً خلال كأس آسيا خسرنا أمام البحرين في المباراة الافتتاحية وعدنا من جديد للمنافسة لذلك هذا المنتخب يملك تجربة جيدة.
ـ هــل ستكـــون عليكـم ضغوطات لكونكم المنتخب العربـي الوحيــــد في المونديال؟
غيـر صحيــــح لن تكون هناك علينا ضغوطات، الضغـــــــوطات كانت في كأس آسيا، الآن في كأس العالم بالنسبة لي أنا والجهاز الفني واللاعبين من أجل الاستمتاع ولتقديم الكرة الجميلة ومن خلالها سنحاول الوصول إلى مراحل متقدمة، نحن بعيدون عن الضغوطات وبالنسبة للاعبين سنحاول تجهيز كل الأمور المناسبة من أجل الظهور بشكل مشرف، وستكون هناك الضغوطات داخلية من أجل تحقيق منجز للوطن.
ـ صدر قرار من إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم بإبعاد المدربين الذين يشرفون على المنتخبات الوطنية عن تحليل المباريات.. تعليقك؟
إلى الآن لم يصلنا شيء رسمي أنا مدرب أتعامل بعقد وليس بيانات، العقد دائماً شريعة المتعاقدين لا يوجد في عقدي ما ينص على عدم تحليل المباريات أو الخروج إعلامياً وأنا تم خروجي للتحليل عن طريق اللجنة الفنية بالاتحاد، وهذا شيء مهم بالنسبة لي في احترامي للعقد، ونهاية عقدي بعد كأس العالم وحينها الاتحاد السعودي لديه رؤية أخرى أو عقود جديدة بالعكس يضعها ونحن نضع اشتراطاتنا وطلباتنا، الأهم من ذلك والذي متأكد منه أنه إذا كان هناك أي عمل سوف يطور من إمكاناتي الفنية لن يقف هناك أي عائق أمامي، فمجال التحليل الفني داخل منظومة كرة القدم، ومدرب المنتخب دائماً يكون بعيداً عن المعسكرات وأجواء التدريبات لأنه يعمل خلال فترات معينة، أحياناً في فترات التوقف التحليل قد يفيد أي مدرب من خلال وجودك داخل أرضية الملعب والاستفادة من رؤية المدربين الموجودين في الدوري السعودي للمحترفين.
ـ كلمة أخيرة؟
أتمنى التوفيــق لهـذا المنتخـب الشــــاب في مونديال كوريا وأتمنى من الجميع أن يقــف مــع المنتخــــــــب فاللاعبون صغــار في الســن ويحتاجون إلى الدعم الإعلامي الذي يعرف دوره ورغم ذلك نحتاج إلى وقفته وكذلك جمهورنا القدير فنحن نعدهم بتقديـم مستويــات مميزة تليــق بسمعة الكرة السعودية.


اختلفت الأمور.. لا نستطيع تفريغ لاعبي المنتخب

اختلفت الأمور.. لا نستطيع تفريغ لاعبي المنتخب