|


الفرنسي أحرز أول هدف في النهائيات والبرازيلي شارك بأقدام حافية إيطاليا تهدي الفرحة للزعيم الفاشي وتترك الخيبة للأرجنتين والبرازيل رئيس (فيفا) احتفظ بالكأس تحت سريره والسويد أول من نقل المونديال على الهواء الألمان دشنوا أول كأس بالكرة الشاملة وتشيلي تنظم

2014.05.17 | 06:00 am

بدأت فكرة بطولة كأس العالم عندما دعا الفرنسي ألين جيرار في بداية القرن العشرين إلى جمع شباب العالم في بطولة دولية يمارسون فيها اللعبة الصاعدة التي بدأت تسحر الألباب بعد بداياتها في إنجلترا، غير أن الحرب العالمية الأولى وأدت تلك الفكرة أو أجلتها إلى حين، وبعد أن وضعت الحرب أوزارها جاء فرنسي آخر هو جول ريميه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في 1928 وهنري ديلواني السكرتير العام للاتحاد، ليحيي فكرة مواطنه وكان العالم وقتها بحاجة إلى معاني جديدة تقرب الشباب الصاعد من بعضه البعض وتمنحه مفاهيم جديدة تختلف عن تلك التي أدت إلى الحرب فكان الإجماع هذه المرة على فكرة جول ريميه. وعقب انتهاء أولمبياد 1928 تم إصدار قرار بإقامة نهائي كأس العالم كبطولة دولية مستقلة لكرة القدم بعيدا عن الألعاب الأولمبية تنظم كل أربع سنوات مابين الألعاب الأولمبية. وحدد لها جائزة كأس ذهبية سميت باسم كأس جوليه ريميه نسبة وتكريماً لمن أوجد البطولة، تزن 4 كجم، وطولها 30 سم، وتتجاوز قيمتها الـ 50000 فرنك فرنسي، أو 3000 جنيه إسترليني. واتفقت الشخصيات الرياضية على أن تقام أول بطولة عالمية لكرة القدم وقد أثار هذا القرار في بداية ـ إصداره حفيظة الكثير من الناس وبالذات أولئك الذين يهتمون بالألعاب الأولمبية كجملة ولا يقبلون لها تفصيلا، ولم يكن في تفكير من طرح الفكرة حينذاك إلى ما سيكون من شأن البطولة على مختلف شرائح المجتمعات، حيث ستتسيد عقول وتحوز متابعة البشر في شتى بقاع الأرض، فطغت على غيرها من البطولات، واستحقت لقب صاحبة الجلالة في الرياضة. وأصبح أمل كل فريق من دول العالم هو نيل شرف المشاركة بها، وتبقى أية بطولات محلية أو قارية على مستوى جميع فرق العالم ما هي إلا تأهبا وتأهيلا للتألق في بطولات كأس العالم. ولكن بقيت أماكن إقامتها محتكرة ما بين أوروبا وأمريكا اللاتينية. حتى نظمت بطولة كأس العالم في أمريكا عام1994، والتي كانت أول بطولة تقام خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية، بالإضافة إلى بطولة كأس العالم لعام 2002 التي نظمت في سيول من قبل اليابان وكوريا الجنوبية. نتعرف فيما يلي ومن خلال السرد التاريخي على الأحداث التي رافقت كل دورة منذ عام 1930 وحتى آخر دورة أقيمت في عام 2010.
ـ أوروجواي 1930
النهائي أوروجواي ـ الأرجنتين 4 ـ2
ناقش الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تنظيم كأس العالم منذ تأسيسها تقريبا في 1904 لكن بطولة كرة القدم في الألعاب الأولمبية أدت الغرض لتحديد أفضل فريق في العالم في العقود الأولى من القرن العشرين. لكن في منتصف العشرينات ومع انتشار الاحتراف وتأصل جذور اللعبة في أوروبا وأمريكا الجنوبية قرر (فيفا) المضي قدما في إقامة بطولته الخاصة ومنح حق تنظيمها لأوروجواي الفائزة بمسابقة الألعاب الأولمبية 1924 و1928. وبعد فترة من المشاكل والانسحابات شارك 13 بلدا في البطولة وسافرت الدول الأوروبية وهي بلجيكا ورومانيا ويوغوسلافيا وفرنسا إلى أمريكا الجنوبية على متن السفينة نفسها. وخلال رحلتها التي استغرقت أسبوعين توقفت الباخرة في ريو دي جانيرو لنقل المنتخب البرازيلي. ولم تقم أي تصفيات لهذه البطولة وبدأت أول مباراتين في التوقيت نفسه يوم 13 يوليو 1930 ففازت فرنسا على المكسيك 4ـ1 والولايات المتحدة على بلجيكا 3ـ0. وسجل الفرنسي لوسيان لوران أول هدف في تاريخ كأس العالم. وتنافست أوروجواي صاحبة الضيافة وجارتها الأرجنتين في النهائي لتفوز أوروجواي 4ـ2 بعد تأخرها 2ـ1 في الشوط الأول. وكانت هذه البطولة الوحيدة التي أقيمت جميع مبارياتها في مدينة واحدة هي العاصمة مونتيفيديو.
ـ إيطاليا 1934:
النهائي إيطاليا ـ تشيكوسلوفاكيا 2 ـ1
رفضت أوروجواي المشاركة بعد أن شعرت بأن الأوروبيين اختاروا عدم المشاركة في بطولتها عام 1930. ومع ارتفاع عدد أعضاء (فيفا) إلى أكثر من 50 بلدا أقيمت تصفيات تأهيلية.
وأقيمت آخر مباراة في التصفيات قبل ثلاثة أيام من بدء النهائيات وشهدت فوز الولايات المتحدة 4ـ2 على المكسيك في روما يوم 24 مايو قبل انطلاق البطولة بفوز ساحق لإيطاليا على الولايات المتحدة 7ـ1 في 27 مايو. وظفرت إيطاليا باللقب في النهاية وسط فرحة زعيمها الفاشي بنيتو موسوليني وتركت خيبة الأمل لمنتخبي الأرجنتين والبرازيل اللذين سافرا لمسافة 13 ألف كيلومتر ليلعب كل منهما مباراة واحدة في الدور الأول. وتغلبت إيطاليا على تشيكوسلوفاكيا 2ـ1 بعد وقت إضافي في المباراة النهائية بعد تأخرها بهدف قبل ثماني دقائق من النهاية.
ـ فرنسا 1938:
النهائي إيطاليا ـ المجر 4 ـ2
سافرت إيطاليا إلى فرنسا وفازت بكأس العالم مرة أخرى لكن السياسة وشبح الحرب الذي لاح في الأفق تسبب في دفع عدد من الدول الكبرى لعدم المشاركة. وتأهلت النمسا لكنها انسحبت رغم أن عددا من لاعبيها مثلوا منتخب ألمانيا فيما غابت أسبانيا بسبب الحرب الأهلية. وغابت الأرجنتين وأوروجواي أيضا. وقدمت البرازيل وبولندا واحدة من أفضل المباريات على مر العصور في ستراسبورج وانتهت بفوز البرازيل 6ـ5 بعد وقت إضافي بفضل أربعة أهداف سجلها البرازيلي ليونيداس الذي لعب لبعض الوقت حافي القدمين. وفي النهائي احتفظت إيطاليا باللقب بفوزها على المجر 4ـ2.
ـ البرازيل 1950:
النهائي أوروجواي ـ البرازيل 2ـ1
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية (التي استعاد خلالها جول ريمي رئيس (فيفا) ومؤسس البطولة الكأس من إيطاليا واحتفظ بها تحت سريره) عادت كأس العالم وفازت أوروجواي باللقب للمرة الثانية في "النهائي الذي لم يكن نهائيا." وقبل ذلك تغلبت الولايات المتحدة على إنجلترا 1ـ0 في بيلو هوريزونتي في واحدة من أكبر المفاجآت في كرة القدم وتغلب هواة السويد على المنتخب الايطالي الذي كان لا يزال يترنح جراء كارثة طائرة سوبرجا التي قضت على فريق تورينو بطل إيطاليا في العام السابق. وطبق نظام دوري مصغر لتحديد البطل وبقيت إيطاليا والبرازيل والسويد وأسبانيا وأوروجواي للمنافسة في المرحلة الأخيرة. وكانت البرازيل بحاجة للتعادل فقط ضد أوروجواي لتفوز باللقب لكنها خسرت 1ـ2 في ملعب ماراكانا في ريو أمام جمهور قدر بنحو 205 آلاف متفرج وهو أكبر عدد على الإطلاق يشاهد مباراة لكرة القدم في أي مكان في العالم .
ـ سويسرا 54
النهائي المانيا – المجر 3ـ2
صناع الساعات اليدوية الثمينة.. ورجال البنوك والمال.. ومتسلقو الجبال الجليدية.. التفتوا كلهم بانتباه وانبهار.. واحتضنوا البطولة الخامسة في سويسرا. اشترك في البطولة 16 فريقاً من أرجاء الكرة الأرضية
دخلت المجر هذه البطولة وهي المرشحة رقم (1) لطلب اللقب في ظل العطاء المتميز الذي كانت تقدمه، وتحقيقها للبطولة الأولمبية قبل الدورة بمدة بسيطة إضافة إلى النجوم الكبار الذين كانوا يمثلون المنتخب المجري أمثال ناتدرو وهيدجكوتي وبوشكاش وساندور وكوسيس. ولعل ما زاد من ترشيح النقاد لهم فوزهم في عام 1953 على المنتخب الإنجليزي في ويمبلدون وهي الخسارة الأولى للمنتخب الإنجليزي على هذا الملعب ولكن عالم الكرة لا يؤمن بالتقدير بل يؤمن بما يدور داخل المستطيل الأخضر خلال الـ(90) دقيقة ولعل من سوء حظ المجريين أن يلتقوا بالمنتخب الألماني في المباراة النهائية والتي تعتبر من أجمل مباريات كأس العالم استهلها المجريون بهدفين في ألمانيا ولاح في الأفق بزوغ بطل جديد إلا أن الألمان كان لهم رأي آخر فقد قلبوا النتيجة إلى ثلاثة أهداف مقابل هدفين وسط دهشة الجميع.. أما بالنسبة للمركزين الثالث والرابع فقد نجحت النمسا في تحقيق المركز الثالث على حساب لأوروجواي بثلاثة أهداف لهدف.. مع العلم بأن النمسا هي التي كانت المرشحة للعب النهائي ولكنها خسرت أمام ألمانيا التي كسبت اللقب في وقدت لم تكن مرشحة فيه للتأهل .
ـ السويد 1958
النهائي البرازيل ـ السويد 5ـ2
تعتبر البطولة السادسة هي البداية الحقيقة لانتشار كرة القدم في العالم وأكثرها استقطاباً لأنظار المشاهدين في شتى بقاع المعمورة نظرا لأنها، شهدت ولأول مرة نقل المباريات على الهواء مباشرة..اشتركت في تصفيات هذه البطولة 52 دولة من مختلف أنحاء المعمورة، وصل منها 16 دولة، حلوا ضيوفاً على (السويد) في أكبر تجمع رياضي تشهده (ستوكهولم) في تاريخها.. وفوق ذلك فبطولة السويد عام 1958 شهدت أيضا ميلاد أفضل لاعبي كرة القدم على الإطلاق بيليه ابن السابعة عشرة عندها.. وعلى الجانب الآخر فقد أكد الإنجليزي جورج رايونير والذي كان يشرف على فريق البلد المضيف بأن فريقه سيصل إلى المباراة النهائية قبل انطلاق البطولة والواقع أن الجميع أخذ يسخر من هذا القول بما فيهم الجماهير السويدية نفسها استنادا إلى عطاءات المنتخبات الأخرى وقدرات لاعبي المنتخب السويدي إذا ما قورنت بالبرازيل وألمانيا وإيطاليا والأرجنتين والأوروجواي.. ولكن توقعات الإنجليزي لم تذهب أدراج الرياح وكان يعي تماما كل كلمة تلفظ بها لسانه وبالفعل نجح في الوصول إلى النهائي عن طريق البوابة الألمانية الصلبة.. أما الطرف الآخر في النهائي أي البرازيل فقد واجه المنتخب الفرنسي واستطاع أن يتخطاه بخمسة أهداف مقابل هدفين سجل منها الأسطورة الصغيرة) بيليه (3) أهداف في (20) دقيقة فقط . وفي النهائي قال البرازيليون كلمتهم واستطاعوا أن يحققوا بطولة العالم لأول مرة في تاريخهم بخمسة أهداف جميلة مقابل هدفين للمنتخب السويدي الذي تقدم بهدف لجورج رايتور وبعد بست دقائق عادل البرازيل النتيجة عن طريق فافا الذي أتبع هدف التعادل بهدف آخر ويسجل بيليه هدف التأكيد إلا أن المنتخب السويدي لم يستسلم وسجل هدفه الثاني، ولكن زاجالو (مدرب منتخب البرازيل حاليا) سجل الهدف الخامس لمنتخب بلاده لتنتهي المباراة بخمسة أهداف برازيلية مقابل هدفين للسويد.
ـ شيلي 1962
النهائي البرازيل ـ تشيكوسلوفاكيا 3ـ0
في قلب تلك الدولة اللاتينية التي تتحسس طريقها نحو التقدم في هذه اللعبة.. في قلب (سنتياجو) عاصمة (شيلي) اللاتينية.. كان هناك مكان سابع لدولة أبت إلا أن تجاور العظماء الذين استضافوا كأس العالم. وفيها تحقق نصر آخر للبرازيليين ولكن هذه المرة بدون المعجزة " بيليه "، بيليه الأسطورة البرازيلية السوداء كان وأصبح وسيظل هو الملك المتوج لكرة القدم في العالم.. (بيليه) هو اللاعب الكامل الذي يجيد اللعب بقدميه الاثنتين، كما يجيد اللعب برأسه، ومهاراته في المراوغة أسطورية، لا يجاريه فيها لاعب.. والتهديف موهبته الحقيقية، فهو أما المرمى (آلة تهديف). حيث لعب مباراة واحدة هي مباراة الافتتاح أمام المكسيك قبل أن يصاب أن (بيليه) البرازيلي الأسود كان وأصبح وسيظل هو الملك المتوج لكرة القدم في العالم.. (بيليه) هو اللاعب الكامل الذي يجيد اللعب بقدميه الاثنتين، كما يجيد اللعب برأسه،ومهاراته في المراوغة أسطورية، لا يجاريه فيها لاعب.. والتهديف موهبته الحقيقية، فهو أما المرمى (آلة تهديف).. فازت البرازيل على تشيكوسلوفاكيا في المباراة النهائية 3ـ 0 التي أقيمت على ملعب ساندييجو أحرز الأهداف للبرازيل أماريلدو، زيتو وفافا. صنف هذا الكأس من أسوأ بطولات كأس العالم على الإطلاق من حيث الكرة التى قدمت فيه وزاد على هذا موقعة ساندييجو الشهيرة بين شيلي وإيطاليا التي انتهت بخروج لاعبين طليان أحدهما أنفه مكسور بسبب ضربة قوية من يد يسرى شيليه؟ عادت البرازيل مرة أخرى لتحصل على الكأس ولكن هذه المرة في غياب بيليه.. لكن البرازيليين كانوا فى أمس الحاجة للفوز بهذه البطولة عندما أصبحت كرة القدم في البرازيل ظاهرة طبيعية.
ـ إنجلترا 66
النهائي إنجلتراـ ألمانيا الغربية 4ـ2
أفسح ضباب العاصمة الإنجليزية المجال للصفاء حين أدرك أن الحدث الذي ستشهده (لندن) في هذا العالم حدث جلل يستأهل من الطقس احتفالاً، وباتت دقات (بيج بين) سريعة متلاحقة كقلب طفل سعيد يقفز طرباً.. وانسابت مياه نهر (التايمز) في هدوء وسكينة برغم ما كان يعتمل داخلها من انفعالات حين أدركت أن (لندن) ستستضيف هذا العام.. دورة كأس العالم الثامنة.. اشترك في هذه الدورة 16 منتخباً من أقوى منتخبات العالم المشتركة.وقُسّمت الفرق الـ16 إلى أربع مجموعات. شهد كأس العالم هذه المرة مشاركة البرتغال لأول مرة بنجمها الأسمر أوزيبيو الانجولي الأصل الذى تألق جداً فى هذه البطولة على أرض إنجلترا وأمام كاميرات الـ BBC حيث حصل البرتغاليون على المركز الثالث بعد أن فازوا فى جميع لقاءاتهم ماعدا لقاء الدور قبل النهائي أمام صاحب الأرض 1ـ2 .وكانت من أكبر مفاجآت الدورة أيضاً فوز (كوريا الشمالية) على (إيطاليا) بهدف واحد مقابل لاشيء، وسببت هذه الهزيمة لإيطاليا الخروج من دور الستة عشر حيث كانت قد تلقت هزيمة سابقة من (الاتحاد السوفيتي) بهدف مقابل لاشيء أيضاً. وصلت (كوريا الشمالية) بذلك إلى دور الثمانية وسط دهشة لاعبيها ومدربها، فقد كان هذا حلماً بعيداً حتى عن الخيال.
ـ المكسيك 1970:
النهائي البرازيل إيطاليا 4ـ1
عاد بيليه بعدما تعهد بأن تكون هذه مشاركته الأخيرة في كأس العالم واحتفظت البرازيل بكأس جول ريمي للأبد بفضل فريقها الذي اعتبر الأفضل على الإطلاق وضم كلودوالدو وجيرسون وريفيلينو وتوستاو وجيرزينيو وبيليه وكارلوس البرتو. وفي النهائي باستاد ازتيكا في مكسيكو سيتي رقص البرازيليون وأبدعوا ليحققوا فوزا لا ينسى على إيطاليا 4ـ1. وأصبح جيرزينيو اللاعب الوحيد الذي هز الشباك في جميع مباريات فريقه بالبطولة. وفي الدور قبل النهائي تغلبت إيطاليا على ألمانيا الغربية 4ـ3 في المباراة الوحيدة بكأس العالم التي شهدت تسجيل خمسة أهداف في الوقت الإضافي.
ـ ألمانيا الغربية 1974:
النهائي ألمانيا الغربية ـ هولندا 2ـ1
كان انتصارا آخر لأصحاب الأرض الألمان الذين حصلوا على كأس العالم الجديدة لأول مرة في بطولة لا تزال ماثلة في الأذهان لأنها شهدت ولادة طريقة "الكرة الشاملة".وتغلبت هولندا بقيادة المتألق يوهان كرويف على الأرجنتين 4ـ0 وعلى البرازيل 2ـ0 لكنها فشلت في الفوز على ألمانيا الغربية في النهائي وخسرت 1ـ2 بفضل هدف الفوز الذي سجله الهداف الألماني جيرد مولر. وتقدمت هولندا بهدف في الدقيقة الثانية من المباراة عن طريق يوهان نيسكنز من ركلة جزاء حتى قبل أن يلمس أي لاعب ألماني الكرة عقب ركلة البداية. لكن الألمان الفائزين ببطولة أوروبا 1972 تفوقوا بوجود سيب ماير في حراسة المرمى وبيرتي فوجتس وبول برايتنر في الدفاع وبقيادة البارع فرانز بيكنباور ثم مولر في الهجوم.
ـ الأرجنتين 1978:
النهائي الأرجنتين ـ هولندا 3ـ1
لعب التشجيع الجنوني ومظاهر الترحيب بإلقاء أشرطة ورقية في أرض الملعب دورا لصالح صاحب الأرض تحت قيادة حكم دكتاتوري عسكري ساعد الأرجنتين على الفوز على هولندا في النهائي. وخسرت الأرجنتين أمام إيطاليا في المباراة الافتتاحية للبطولة لكنها شقت طريقها وصولا للنهائي بفوزها 6ـ0 على بيرو في مباراة أثارت نتيجتها شكوكا كبيرة. وبدأت المباراة بعد أن لعبت البرازيل ضد بولندا في المجموعة نفسها لذا كانت الأرجنتين تعرف تماما المطلوب منها للوصول للنهائي وكذلك بيرو. وبوجود دانييل باساريلا واوزفالدو ارديليس وماريو كيمبس هداف البطولة بستة أهداف امتلكت الأرجنتين فريقا رائعا. وكان من سوء حظ هولندا مواجهة البلد المضيف في النهائي لثاني بطولة على التوالي رغم أن المباراة امتدت لوقت إضافي قبل أن تخسر 1ـ3.
ـ أسبانيا 1982:
النهائي إيطاليا ـ ألمانيا الغربية 3ـ1
أسفرت أول كأس عالم تقام بمشاركة 24 منتخبا عن مباريات مميزة ومنحت العالم اللمحات الحقيقية الأولى من العبقري دييجو مارادونا. ونجت إيطاليا من الخروج من الدور الأول بفارق الأهداف ومضت لتفوز بالكأس للمرة الثالثة بعد تغلبها على البرازيل 3ـ2 في مباراة مذهلة بالدور الثاني حين سجل باولو روسي ثلاثية ليخرج من البطولة فريقا ضم زيكو وسقراطس وفالكاو وإيدر. وسجل مارادونا هدفين في المباراة التي تغلبت فيها الأرجنتين 4ـ1 في دور المجموعات على المجر صاحبة النتيجة القياسية بالفوز على السلفادور 10ـ1 في مباراتها السابقة. لكن مارادونا أظهر الجانب الآخر من شخصيته حين طرد ضد البرازيل في الدور الثاني. وتغلب إيطاليا على ألمانيا الغربية 3ـ1 في النهائي لينهي روسي البطولة هدافا لها بستة أهداف بعد ثلاثيته في مرمى الألمان.
ـ المكسيك 1986
النهائي الأرجنتين ـ ألمانيا الغربية 3ـ2
منح حق تنظيم البطولة في البداية لكولومبيا التي انسحبت وقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عودة البطولة لتقام على ارتفاع كبير فوق سطح البحر في المكسيك للمرة الثانية في 16 عاما. ووقع زلزال قبل انطلاق النهائيات لكن لم يكن ممكناً إيقاف الأرجنتين بوجود مارادونا كأبرز لاعبيها هذه المرة. وخسرت إيطاليا حاملة اللقب في الدور الثاني أمام فرنسا التي أقصت البرازيل في دور الثمانية لكن بركلات الترجيح قبل أن تخسر أمام ألمانيا الغربية في الدور قبل النهائي للمرة الثانية على التوالي. وقاد مارادونا ـ الذي سجل هدفين ضد إنجلترا أحدهما بلمسة يد متعمدة وصفها بأنها الحظ والآخر واحد من أفضل الأهداف على الإطلاق وثنائية أخرى ضد بلجيكا ـ منتخب الأرجنتين للنهائي حيث تغلب على ألمانيا الغربية 3ـ2 أمام 115 ألف متفرج في ملعب ازتيكا.
ـ إيطاليا 1990:
النهائي ألمانيا الغربية ـ الأرجنتين 1ـ0
ابتليت البطولة بخطط دفاعية مملة وبمباريات لم تحسم سوى بركلات الترجيح. وكان النهائي بين ألمانيا الغربية والأرجنتين واحدا من أسوأ المباريات في كأس العالم على الإطلاق وحسم بركلة جزاء متأخرة سجل منها اندرياس بريمه هدف الفوز لألمانيا الغربية. وأصبح منتخب الأرجنتين أول فريق يفشل في تسجيل هدف في النهائي والأول الذي يطرد منه لاعبان في المباراة النهائية. ولم يزد معدل التهديف في البطولة على 2.2 هدف في المباراة ليظل الأدنى في تاريخ النهائيات. وشقت إيطاليا المستضيفة طريقها قبل أن تخسر أمام الأرجنتين في الدور قبل النهائي بركلات الترجيح. وتغلبت ألمانيا الغربية في هذا الدور على إنجلترا بركلات الترجيح أيضا. ورغم ذلك شهدت البطولة عدة مفاجآت ملفتة. وحققت الكاميرون انتصارا مفاجئا على الأرجنتين 1ـ0 في مباراة الافتتاح ووصلت لدور الثمانية قبل أن تخسر أمام إنجلترا 2ـ3 بعد أن تقدمت 2ـ1.
ـ الولايات المتحدة 1994:
النهائي البرازيل ـ إيطاليا 3ـ2 بركلات الترجيح
كانت نهائيات رائعة لكأس العالم لم يشوهها سوى أن حسم اللقب جاء بركلات الترجيح لصالح البرازيل عقب تعادلها بدون أهداف مع إيطاليا في مباراة بدأت في ساعة الظهيرة تحت الشمس المحرقة في باسادينا بولاية كاليفورنيا. وتغلبت بلغاريا التي لم يسبق لها الفوز في 16 مباراة لعبتها بالنهائيات على ألمانيا الموحدة في طريقها لبلوغ الدور قبل النهائي. وسقط مارادونا بطل كأس العالم 1986 في اختبار للكشف عن المنشطات وطرد من البطولة وقتل اندريس اسكوبار لاعب كولومبيا بإطلاق النار عليه بعد أيام من عودته لبلاده بعد أن سجل هدفا في مرمى فريقه بطريق الخطأ ضد الولايات المتحدة. وجاءت مشاركة الولايات المتحدة جيدة وخرجت على يد البرازيل في الدور الثاني. واستحق البرازيليون الفوز باللقب رغم أنه تحقق بركلات الترجيح في النهائي.
ـ فرنسا 1998:
النهائي فرنسا ـ البرازيل 3ـ0
النهائي: 12 يوليو 1998 بملعب فرنسا في باريس
كانت هذه أول نهائيات لكأس العالم تقام بمشاركة 32 فريقا وفاز بها البلد المضيف للمرة الأولى منذ الأرجنتين في 1978. وحصلت فرنسا على اللقب بفوزها 3ـ0 على البرازيل في النهائي في باريس في أول مباراة نهائية تشهد أداء من جانب واحد تقريبا. وظهر رونالدو الذي اعتبر وقتها على نطاق واسع أفضل لاعب في العالم بشكل متواضع في النهائي لكن بعد المباراة تكشفت الحقائق حول مرضه ليلة المباراة. وكانت تلك المشاركة الأولى في النهائيات لكل من كرواتيا وجامايكا وجنوب أفريقيا واليابان. وبرز زين الدين زيدان ليلعب دور الفتى الذهبي لفرنسا بتسجيله هدفين في النهائي ورسمت صورته على قوس النصر أثناء الاحتفالات الفرنسية.
ـ كوريا الجنوبية واليابان 2002
النهائي البرازيل ـ ألمانيا 2ـ0
النهائي: 30 يونيو 2002 بملعب يوكوهاما الدولي في يوكوهاما
أقيمت المباراة الافتتاحية في سول والنهائي في يوكوهاما ولم يكن في فوز البرازيل باللقب مفاجأة بعد خروج فرق مرشحة مثل فرنسا بطلة العالم والأرجنتين والبرتغال الحالمة من الدور الأول. وأصبحت البطولة أقل جاذبية في الأدوار اللاحقة بعد الخروج المبكر للفرق الكبرى لكن ليس بالنسبة لمشجعي كوريا الجنوبية وتركيا اللتين وصلتا للدور قبل النهائي. وتعلقت كوريا الجنوبية بكأس العالم بصورة فاقت أي بلد آخر قبلها حيث ارتدى ملايين قميص الفريق الوطني ولم يحرمها من الوصول للنهائي سوى هدف متأخر سجله مايكل بالاك لالمانيا في الدور قبل النهائي.
وتغلبت البرازيل على تركيا 1ـ0 في مباراة الدور قبل النهائي الأخرى قبل أن يمحو رونالدو ذكرى نهائي 1998 ويسجل هدفي البرازيل لتفوز 2ـ0 على ألمانيا في النهائي.
ـ ألمانيا 2006:
النهائي إيطاليا ـ فرنسا 5ـ3 (بركلات الترجيح)
تابع البطولة جمهور هائل بلغ 3.3 مليون مشجع وحققت ثالث أكبر متوسط للحضور الجماهيري (52416 مشجعا في المباراة) وشهدت تسجيل 147 هدفا وهو ثاني أقل معدل تهديفي في تاريخ كأس العالم (2.3 هدف في المباراة). وفي النهائي بين فرنسا وإيطاليا سدد زين الدين زيدان ضربة بالرأس إلى صدر ماركو ماتيراتسي لينهي مسيرته في الملاعب ببطاقة حمراء بعدما سجل هدف التقدم في المباراة. وأصبحت إيطاليا بطلة للعالم للمرة الرابعة بفضل انتصارها بركلات الترجيح على فرنسا بعدما تغلبت على المانيا صاحبة الأرض 2ـ0 في الدور قبل النهائي في أفضل مباريات البطولة. وحطم رونالدو الرقم القياسي للألماني مولر كأفضل هداف في تاريخ النهائيات والذي بلغ 14 هدفا بتسجيله ثلاثة أهداف في تلك البطولة ليرفع رصيده إلى 15 هدفا لكن البرازيل خسرت أمام فرنسا في دور الثمانية.
ـ جنوب أفريقيا 2010:
النهائي أسبانيا هولندا 1ـ0
أول نهائيات تقام في أفريقيا وأصبحت جنوب أفريقيا أول دولة مضيفة لكأس العالم تفشل في تجاوز دور المجموعات.
وشهدت البطولة ظهورا سيئا لطرفي المباراة النهائية في كأس العالم السابقة واحتلت إيطاليا حاملة اللقب وفرنسا مؤخرة ترتيب مجموعتيهما. وانتهى مشوار فرنسا بإضراب اللاعبين عن المران دعما للمهاجم نيكولا انيلكا الذي طرد من الفريق وجرى ترحيله إلى بلاده بسبب اهانته المدرب ريمون دومينيك. وفازت الأرجنتين بأول أربع مباريات لها في البطولة تحت قيادة المدرب دييجو مارادونا لكن مشوارها انتهى في دور الثمانية بهزيمة مذلة أمام ألمانيا 4ـ0. ولم يرتق ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم لمستوى سمعته الكبيرة مع برشلونة وفشل في تسجيل أي هدف. وخرجت البرازيل من دور الثمانية على يد هولندا التي شقت طريقها للنهائي بعدما أطاحت بأوروجواي من الدور قبل النهائي. وبلغت أوروجواي نفسها هذه المرحلة بعد واقعة غريبة حينما أبعد المهاجم لويس سواريز الكرة بيده قبل أن تدخل المرمى في الدقيقة الأخيرة ليمنع هدفا لغانا التي أصبحت ثالث فريق أفريقي يصل دور الثمانية بعد الكاميرون في 1990 والسنغال في 2002. ومضت أوروجواي لتفوز بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1ـ1. ودخلت أسبانيا النهائيات وهي مرشحة لإحراز اللقب لأول مرة بعد فوزها ببطولة أوروبا قبلها بعامين. وتعرضت أسبانيا لخسارة مفاجئة في مباراتها الأولى أمام سويسرا لكنها فازت بكل مبارياتها التالية لتحرز اللقب. وفازت أسبانيا بنتيجة 1ـ0 في كل مبارياتها بدءا من دور الستة عشر وشهدت المباراة النهائية التي حفلت بالتدخلات الخشنة أكبر عدد من الإنذارات في نهائي لكأس العالم بعدما أشهر الحكم هاوارد ويب البطاقة الصفراء 14 مرة.
ـ البرازيل 2014:
النهائي: 13 يوليو 2014 بملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو
تأثرت استعدادات البرازيل لاستضافة كأس العالم بالتأخير في إنشاء الملاعب والاحتجاجات بسبب حجم الإنفاق على البطولة وقلة الاستثمارات في البنية الأساسية وهو ما حذر مدرب البرازيل لويس فيليبي سكولاري أنه قد يضر بفرص أصحاب الأرض في نيل اللقب. وفي الملعب ستدخل أسبانيا وهي مرشحة قوية مرة أخرى بعد أن أتبعت انتصارها في النهائيات الماضية بإحراز لقب بطولة أوروبا 2012 للمرة الثانية على التوالي. لكنها خسرت بسهولة أمام البرازيل بقيادة نيمار في نهائي كأس القارات العام الماضي وستواجه منافسة شديدة من الأرجنتين و"الرباعي الرائع" بقيادة ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم أربع مرات وألمانيا التي تسعى لإنهاء صيامها عن الألقاب الكبرى.