لم تكن(مفاجأة) معاناة الشاعر الغنائي الفريق اسعد عبدالكريم مع التلفزيون السعودي التي كشف عنها في برنامج(فينك) حول اغان(وطنية)جاهزة كتب كلماتها قدمت(مهدها)مكتملة لحنا وصوتا لم تحظ بذلك الاهتمام المتوقع والمفروض بعرضها حيث(دفنت)حية في ادراج المكتبة المرئية ولم تر النور فلقد استمعت الى نفس المعاناة قبل شهر تقريبا عبر حوار ممتع جمعني بالشاعر الغنائي الدكتور صالح الشادي من خلال مكالمة هاتفية معبرا عن(خيبة أمله)لما تجده الاغنية الوطنية من(إهمال)لايعرف مسبباته منذ أمد بعيد رغم تواصله مع الدكتور محمد باريان حينما كان مدير عام القناة السعودية الاولى آنذاك الا انه لم يجد الأذن الصاغية ولا التجاوب المأمول مع انه قدم الأغاني التي كلفته ماديا الشيء الكثير (مجانا)فلم يتم عرضها ولامرة واحدة.
ـ انني على يقين ان معالي وزير الثقافة والاعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة لن يقبل بأي حال من الاحوال ان يتعرض زملاؤه الشعراء لهذا النوع من(الاضطهاد)من منظور لايقتصر فحسب على ارتباطه بالكلمة وتذوقه للموسيقى انما حس(وطني)يستدعي مشاعره وفي نفس الوقت يخاطب فكر مسؤول لابد انه سيتألم لألمهم ومن ثم يسأل(لماذا)بحثا عن اجابة مقنعة وهو سؤال لا يتوقف طرحه فقط عند هذا الحد انما البحث ان كان هذا(الدفن)شمل اغان وطينة اخرى ولربما يكتشف ان هناك(خصوصية)تحظى بها أغان اخرى لا تختلف في جودتها عن اغاني مؤلفيها عبدالكريم والشادي وغيرهما من شعراء(جمدت)أغانيهم في ذاكرة النسيان جعلت الاحتفاء بالوطن والاهتمام بمناسبته محصور بأسماء(معينة)تعرض اغانيهم وتعاد مرات ومرات.
ـ هذه الخصوصية او التميز تعيد بذاكرتي للوراء سنوات وتحديدا لافرازات(مخيبة للآمال) اظهرتها (حرب الخليج) الاولى حينما غابت الاغنية الوطنية بشكل ملحوظ الا من اسماء معروفة شعراء وفنانين. مما طرح علامات استفهام وتعجب كبيرة عن سر هذا الغياب في وقت كان الوطن في حاجة بأن يقوم الفن بدوره الوطني في حرب كان الاعلام من خلال فنون الكلمة(سلاحا) قويا ومؤثرا في مواجهة العدو.
ـ حقبة تاريخية مهمة في تاريخ المملكة العربية السعودية من المفترض الاهتمام بدراسة مؤثراتها من جميع النواحي(إيجاباً وسلبا) والاستفادة من دروسها وما قدمته لنا من حقائق كنا(غافلين عنها) وبالتالي حينما نلاحظ ان هناك من لا يدرك خطورة(فروقات) فيها من التفضيل لفئة معينة دون اخرى فليس غريبا ان كشف الشاعران(معاناتهما)وربما يوجد اكثر من شاعر وفنان يتم معاملة انتاجهم(الوطني) بالتجاهل والإهمال لتبقى (حبيسة) ادراج مغلقة بمكتبة التلفزيون،وهذا مايدعوني الى مطالبة معالي الوزير ورئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون ان يدركا ابعاد هذا الغياب وماقد يخلفه من(ترسبات)نفسية اخشى ان ينتقل تأثيرها لجيل تصبح الاغنية الوطنية اخر اهتماماته وينسى دوره الاجتماعي في ظل احساسه ان الاهتمام في اختيار الكتاب والملحنين والمطربين(محكور)بأسماء معينة مرتبطة بقائمة(موصى)عليها والباقي محطوط عليها (اكس)بمعنى اخر(مشفرة) ممنوع أعمالها من العرض،،فهلا يا معالي الوزير تم(الافراج) عنها من قبر دفنت فيه وهي حية .