|


محمد السلوم
نواف رئيس لا يعرف الهياط
2016-05-01

سأتوقف هنا عند تصريحات رئيس الهلال الأمير نواف بن سعد عقب خسارة فريقه من الأهلي في نصف نهائي كأس الملك مساء أمس الأول الجمعة، وهي الخسارة الثانية في غضون أسبوع.
فقد تلقى فريقه ضربتين موجعتين في لقاءين مفصليين أمام الأهلي بطل دوري جميل ووقعهما شديد الضراوة على جماهير الهلال؛ ففي الأولى فقد فرصة المنافسة على الدوري وفي الثانية خروج مرير من مسابقة كأس الملك وبثلاثيات خضراء.
الرئيس نواف واجه الموقف بشجاعة الرجال وهو الذي لم يمض على قيادته للإدارة الهلالية غير أشهر معدودة حقق فيها فريقه بطولتي السوبر وكأس ولي العهد وهو إنجاز مثالي في فترة محدودة.
الأمير نواف يحسن قراءة ألوان أمزجة الجماهير ولا يريد أن يكون في مرمى القصف الجماهيري العاطفي ولا يريد أن يكون كغيره (ملطشة) لغضب الجماهير ولم يشأ استثمار نجاحاته في فترة محدودة وسط موقفين صعبين هزا أركان الفريق الهلالي لتبرير بقائه رئيساً كما يفعل غيره ممن يتشبثون بالكراسي.
وباختصار بعيداً عن الإطالة في تثمين مواقف رجال المواقف إن الأمير نواف رئيس لا يعرف الهياط وهو الذي بإمكانه أن يهايط في وسائل الإعلام لو كان من محبي الكراسي لكن عشقه للكيان الأزرق مقدم على كل الرغبات.
فقد بكر عقب اللقاء الذي خسره فريقه وأعلن عزمه على الاستقالة مع نهاية حظوظ فريقه في مسابقة أبطال الدوري الآسيوية التي سيتحدد فيها مساء بعد غد الثلاثاء في مسقط أمام فريق تراكتور الإيراني ما إذا كان الهلال قادراً على المواصلة والتأهل للمرحلة التالية.
نواف طالب باجتماع عاجل لرجال الهلال لاختيار من يقود الفريق الأزرق في المرحلة المقبلة من الموسم المقبل وفي ذلك إضافة رصينة لكيفية تفكير القائد الإداري الناجح الذي يهمه مصلحة كيان جماهيري كبير فهو لم يعلن الاستقالة والتواري عن الأنظار وترك مهمة إدارة الفريق لنائبه لحين انتخاب رئيس جديد بل بقي في وضع المسؤول لحين سد الفراغ الإداري.
ويبدو أن الظروف التي يمر بها الهلال أقوى من أن يواصل الفريق نجاحاته في حصد البطولات ولا شك أن الأمر المالي الضاغط على الإدارة الحالية هو أيضاً سبب من أسباب رغبة الأمير نواف في التنحي عن منصبه خاصة وفريقه يمر بظروف تعسر مالية فرضت على إدارته اللجوء إلى الاقتراض البنكي.
يبقى القول إن الاستقالة في خضم المواقف الصعبة لا يلجأ إليها إلا من لهم القدرة والاستقلالية في تحديد قراراتهم واحترام جماهيرهم وكذلك فعل قبله الأمير عبد الرحمن بن مساعد الذي حقق الفريق في عهده سبع بطولات.
والثقافة الهلالية في احترام الكيان وجماهيره انفرادية المنهج بخلاف بعض الأندية التي يتشبث رؤساؤها بالمناصب تحت إملاءات رغبة سماسرة جيوب لا رغبة جماهير رغم الكوارث والديون التي جلبوها لفرقهم.