|


بدر السعيد
قالت لي الجولات الأربع ..
2016-09-26
انطلق الدوري .. بعد أن كان الجميع في انتظاره .. تابعنا عودته بشغفنا المعتاد.. وباهتمامنا منقطع النظير .. وبلهفتنا على كرة القدم .. وبعد مرور جولاته الأربع الأولى .. ظهرت ملامح ومؤشرات من هنا وهناك استدعت الوقوف عندها .. والتأمل فيما قالته البداية عند كل فريق ..
في الهلال .. إدارة تعي أهمية المرحلة .. نفذت معسكراً خارجياً بحضور المدرب الجديد .. حضرت الأسماء الكبيرة .. تم التوقيع مع محترفين أجانب .. كل شيء حضر .. كل شيء تم تجهيزه .. وغابت هيبة الزعيم.
في الاتحاد .. حضر أحمد مسعود ليغيب .. حضر ليعيد رص الصفوف .. ويقرب وجهات النظر .. ويصلح ما أفسدته دهور الغطرسة .. ويستبدلها بالحب الأول .. لم يكن يعلم (رحمه الله) أنه حين أعاد الاتحاد بأنه أعاد معه الروح للدوري وليس لعشاق العميد فحسب ..
في الأهلي .. كل شيء اختلف عن الموسم الماضي .. ذهبت أسماء وحضرت أخرى .. في الإدارة والجهاز الفني واللاعبين .. وبقي الأهم .. وهم الرمز الخالد ومدرج المجانين والعقيد السومة .. الثلاثي الأهم في معادلة الأهلي الجديد ..
في الشباب .. إدارة اختصرت زمن العودة للزمن الجميل .. جلبت "متنبي" الكرة السعودية .. فحضر لتحضر معه الإثارة .. جاء "سامي" باسمه وتاريخه وتأثيره .. فهل يكون المدرب "الجابر" لخواطر الشبابيين ؟
في النصر .. تكرار لمشاكل ظاهرها أغرب من باطنها .. رغبة في إعادة أمجاد .. ورهبة من تكرار إخفاق .. لم ولن يعرف فيها مدرج الشمس مستقبله مالم تنكشف أمامه الغيمة ويرى بالفعل واقع فريقه .
في الاتفاق .. مشروع ريادي .. تقوده مجموعة شباب أعمال .. الأمر لديهم أكبر من صناعة فريق كرة قدم .. فقد حملوا على عاتقهم مسؤولية إعادة صياغة الشكل الاحترافي لعالم الكرة من خلال عشقهم فارس الدهناء ..
في التعاون .. غابت معظم الأسماء المؤثرة في الموسم الماضي .. وبقي "القاسم" المشترك بين الموسمين وهو الرئيس بفكره وحبه لناديه .. وجهاد الحسين بخبرته وولائه للنادي وجمهوره ..
في الرائد .. يتصدى العاشق "التويجري" لمسؤولية إعادة رائد التحدي .. يحاول تجديد رسم لوحته بفرشاة الانتماء .. يعيد للمدرج عشاقه .. يرسم طريقاً من الورود بعد أن أفسدته أشواك المواسم السابقة.
في الفيصلي .. لا صوت يعلو على صوت الثقة .. فريق ثقيل فنياً .. تقف خلفه إدارة استوعبت دروس المواجهات .. ومدرب يعرف دروب الدوري ومنعطفاته .. عنابي سدير لن يكون مجرد رقم في سلم الترتيب ..
في القادسية .. إرث غائب .. ورغبات شرفية في استعادة صورة ذهنية غابت عن الجيل الحالي .. مغامرة وطنية يقودها حمد الدوسري .. جميلة في شكلها .. ضعيفة في نتائجها النهائية حتى الآن.
في الفتح .. عشاق ينتظرون تكرار جزء من وهج فتحي الجبال .. ونجومية إلتون .. وإبداعات أبو هشهش .. وما يجعلهم صامتين هو ثقتهم في رجل بحجم الراشد يؤمنون بقدرته على إعادة البسمة لمدرج الأحساء ..
في الوحدة .. فرسان تنتظرهم جماهير مكة .. بينما هم ينتظرون الجواد، اجتهادات كثيرة .. مختلفة في أشكالها .. ومتطابقة في نهاياتها .. مدرج عريق يريد أن يفرح باستعادة الهوية .. فذلك يغنيه عن ألف بطولة ..
في الخليج .. بداية متعثرة تبعها تصحيح مباشر .. عودة جلال قادري جاءت في الوقت المناسب .. لا مزيد من إضاعة الوقت .. فالدانة يعيش حالة استقرار مع دوري الكبار .. ولا يمكن لإدارته أن تصطدم مع الطموح التصاعدي لعشاق الفريق.
في الباطن .. الأمر ليس مجرد تسجيل حضور.. صحيح أن السماوي تواجد في دوري جميل بعد عملية قيصرية معقدة .. لكن إدارته الخبيرة تعي جيداً أنها فرصة كبيرة لتقول للجميع "نحن هنا" ..
كل ما ذكر أعلاه لا يعدو كونه مؤشرات أولية .. وقراءة مبدئية لموسم يحمل الكثير من المفاجآت والتغيرات .. لكن عصر العيد يقول ذلك .. فلا ندري هل تكون لياليه بمثل ذلك؟
دمتم أحبة .. تجمعكم الرياضة .. ويحتضنكم وطن.