|


فهد المطيويع
التحكيم وحمى الزعيم
2016-12-24

لن أبالغ لو قلت إنني إلى وقت قريب كنت منحازاً جداً للحكم المحلي، وأدعو إلى دعمه مادياً ومعنوياً ليرضي طموحاتنا وليصل إلى مستويات عالمية في التحكيم، للأسف أكثر الحكام لم يكونوا على مستوى ما نتمنى وما زالوا في دائرة البدايات رغم كل محاولات التطوير المتوفرة لهم، قبل أيام كان لي اتصال مع هوارد ويب رئيس دائرة التحكيم، قلت له إنني للأسف لم ألمس تطوراً واضحاً على الحكم السعودي، وأعتقد أنهم يستمعون للإعلام أكثر من استماعهم لمحاضراتك التدريبية، رد بأنه يختلف معي في هذا الموضوع وإنه يعتقد أن هناك تطوراً في مستوى الحكم السعودي وإن كان هناك بعض الأخطاء، وإنه وفريق العمل يعملون بجد رغم الظروف الصعبة مع قناعته أن بعضهم لم يتطور كثيراً، نعم الظروف التي يعيشها الحكام صعبة من حيث الضغوط الجماهيرية والإعلامية، ولكن هذا لايلغي حقيقة أن بعضهم يسعى للنجومية خارج المستطيل الأخضر، وهذا ما جعلهم يكررون الأخطاء بسبب انخفاض  التركيز وانجرافهم لهاوية العاطفة لكسب جماهيرية مدرجات أو منصات إعلامية من خلال قرارات (غريبة) لاعلاقة لها بقوانين التحكيم، فقط ليكونوا محور حديث البرامج ومجالس السمر في الاستراحات، وهذا كل ما يطمح له أكثرهم، طبعاً هذا أتى على حساب التطوير والاهتمام برفع المستوى بعد أن اختلط الحابل بالنابل، محزن أن يتم توفير كل ما يساعد الحكام لرفع مستوياتهم وتنصدم بواقع أن أكثرهم لم يأت للتحكيم إلا لكسب الشهرة بعد أن غاب حب المهنة والشغف بها، ولن أبالغ لو قلت إن هذه الحمى لاتأتي إلا في حضرة الزعيم، فهو محور كل شيء في وسطنا الرياضي، وقد أجزم أن طموح تحكيم النهائيات لم يعد ذلك الطموح أو الهاجس لحكام تويتر، بعد أن أصبحت مباريات الهلال الأكثر في كل شيء في دورينا، فهي الإعلام وهي الجماهيرية وأيضاً هي التاريخ بالنسبة لأكثرهم. 

 

 

والدليل حضور أنصاف الحكام ممن لاتاريخ لهم على موائد البرامج الرياضية وصفحات الجرائد، فقط لأن لهم مواقف سابقة مع الهلال وهذا أبرز ما يملكون في سجلهم التحكيمي، يجب أن نعترف أن بعض الحكام ساهم في انحدار أسهم الحكم السعودي، وإن الشارع الرياضي فقد الثقة حتى في من نسميهم حكام النخبة.

 

وقفة

اثبت قرار فيفا في حق الاتحاد أن كل الأخطاء الإدارية والتسيب الإداري وكل أمر دبر بليل دائماً ما يكون خلفه الهلال، وفي اعتقادي أن الإدارة الهلالية تساهلت في حق الهلال والدفاع عنه، وهذا ماشجع أكثرهم على التطاول عليه وعلى تاريخه، نعم هناك محاولات لإخراج الهلال من المستطيل الأخضر لملعب المهاترات والمناكفات الإعلامية، ولكن هذا لا يعني أن تصمت الإدارة الهلالية على تجاوز النطيحة والمتردية وإعلام المتعصبين.