|


حمد الراشد
هل أخطأ باعشن؟
2017-01-07

لا أعتقد أن هناك إدارة ناد في التاريخ الحديث واجهت عواصف وأزمات وكوارث متتالية ليست من صنع يدها كإدارة حاتم باعشن.

 

فلا تطلع شمس يوم جديد إلا وتفاجأ بكارثة مالية لا تعرف مصدرها.. الدفع أو العقاب العسير.

 

وما إن تفعل المستحيل وتنهي الموضوع بسلام حتى تفاجأ في الأسبوع التالي بكارثة أكبر.. ولا تملك وأنت تتابع هذا المشهد الدرامي المأساوي إلا أن تدعو لهذه الإدارة بالثبات والصمود.. فهم يواجهون النار بصدر مفتوح وإرادة حديدية، لا يبحثون عن مجد وإنما هدفهم الأول والأخير إنقاذ العميد من الانهيار والدخول في نفق مظلم مسدود بطبقة أسمنت فولاذية، وإعادة الفريق إلى مكانه اللائق على خارطة البطولات وإسعاد جماهيره العاشقة الوفية.

 

إدارة هذه رسالتها وغايتها تقابل بالجحود من بعض أعداء النجاح.. لا لأنها أخفقت في أداء رسالتها ولكن لتعادل الفريق مع الخليج.. فانهالت الأسهم والانتقادات اللاذعة على رأس إدارة باعشن.. بدعوى أنها أخطأت في توقيت الاحتفال بتسعين عاماً على تأسيس الكيان وإقامة مباراة أتلتيكو.. هذا التوقيت حال دون مشاركة عكايشي وكهربا.. وهذا خلط للأوراق وإجحاف كبير.. ولو سجل مندش أو فهد المولد في الرمق الأخير وخرج العميد فائزا لما تحدث أحد.. ونسي هؤلاء أن عالم الكرة مجنون.. قد تفوز وأنت لا تستحق وفي أسوأ حالاتك، وقد تخسر وأنت في أوج تألقك وجدارتك بالنتيجة وفي قمة إبداعك. الاتحاد خسر من الشباب بهدف متسلل مبكر، ومع ذلك لم يستطع الخروج بالنتيجة رغم اكتمال عناصره ووجود قوته الضاربة.. وهو ما تكرر أمام النصر.. نفس السيناريو.. هدف إيالا المبكر وخسارة مريرة.. عدم وجود كهربا وعكايشي لمشاركتهما الوطنية.. وفهد للإيقاف.. ليس سبب التعادل مع الاعتراف بتأثر الفريق بغيابهم، فقد كان الفريق قادراً على تحقيق الفوز وحصد النقاط الثلاث، لكن التوفيق أدار ظهره للفريق في ثلاث تسديدات في العارضة والقائم عمار، فهد، جمال، وفرصة انفراد 100% لمندش، وفرصة محققة لفهد وهو يواجه المرمى المكشوف.. طبعا هذا لا يبرر أخطاء سييرا، فهو يتحمل جزءاً من المسؤولية بعدم تدخله السريع في الشوط الثاني بإشراك العوفي لدعم الهجوم وسحب السميري بدلا عن إشراك قاسم في الدقيقة 88.. سييرا لم يوفق وكذلك عساف الذي يتحمل بمفرده هدف التعادل لعدم خروجه من مرماه، فقد كان آل سالم على بعد خطوتين.. ولو خرج من مرماه لحصل عليها بكل سهولة.. عساف مشكلته الكبرى التي يشاركه فيها جميع الحراس في ملاعبنا عدم الخروج من المرمى للتصدي للكرات العرضية داخل خط الـ6.. دائما أقدامهم مسمرة في الأرض ويكتفون عند لعب الكرة في مرماهم بمتابعتها وهي تتهادى داخل الشباك.. وماذا يفعل مدربو الحراس في فرقنا؟ وأذكر بالخير حارس منتخب الكويت العملاق أحمد الطرابلسي.. كان يخرج من مرماه إلى خط 18 لإبعاد الكرات العرضية بقبضته وليس خط الـ6.

 

أتمنى أن يتعلم عساف وأقرانه من الحراس في جميع فرقنا.. حتى لا تتكرر الأخطاء القاتلة وتذهب جهود فرقهم هدرا.. بسبب خوف حارس المرمى من الخروج من مرماه لإبعاد كرة عرضية سهلة في متناول اليد.

 

عموما إدارة الاتحاد  الشجاعة المحترمة المحبة العاشقة للكيان، بحاجة لدعم والتفاف كل الاتحاديين، خاصة في هذا الظرف المأساوي الذي تعيشه وهي لاتعلم من أين تأتي الكوارث والمصائب.. بدلا من فتح النار عليها بسبب خسارة نقطتين واحتفالية التأسيس.. علما بأن الفريق لازال ممسكا بكل حظوظه في المنافسة على اللقب إلى جانب الهلال والنصر والأهلي.. والمشوار ما زال طويلا.. ما زال يخبئ في معطفه الكثير من المفاجآت.. التي لا تخطر على بال أحد.