|


د. حافظ المدلج
الأفضل بالتاريخ
2017-01-11

يقول "ريك باري"، أول رئيس تنفيذي للبريميرليج: "لا يوجد في الرياضة صح أو خطأ، ولكنها آراء قوية منبعها الشغف للعبة الجميلة"، ولذلك لن أحكم بصحة أو خطأ من يرى أن "بيليه" أو "مارادونا" الأفضل بالتاريخ، ولن أجادل من يرى "زيدان" أحق منهما بهذا اللقب، لأنه رأي شخصي أحترمه وأتفهم أسبابه، ولكنني أرى اليوم أن "كريستيانو رونالدو" الأفضل بالتاريخ.

 

في رأيي المتواضع أن المنافسين لرونالدو وهبهم الله موهبة أفضل منه، ولكنه تدرب وجدّ واجتهد حتى تفوّق عليهم جميعاً بالعمل والاحتراف والتضحية بكل شيء من أجل البحث عن التكامل، فأصبح اليوم أكمل لاعب عرفته كرة القدم أو ما يسمى "The Complete Article".

 

حقق رونالدو 47 لقباً شخصياً، كأعلى لاعب في تاريخ كرة القدم، وهو رقم يؤكد علو كعبه على الجميع، ويمنحه لقب الأسطورة التي يصعب تكرارها، حيث يحافظ على وجوده في القمة لأكثر من عشر سنوات تتطلب بذل المستحيل من الجهد والانضباط والالتزام ليحافظ على تواجده في القمة، التي تعلمنا أن الوصول لها سهل، ولكن البقاء فيها صعب، وربما مستحيل في كرة القدم.

 

من يتابع الإعلام العالمي والإسباني على وجه الخصوص، يعلم أن "رونالدو" يتعرض لضغوط كبيرة لم يسبق أن تعايش معها نجم قبله، فمن يصدق أنه حين يرفع يده احتفالاً بهدف زميله تتساءل الصحافة في أوروبا ومعها بعض أهم النشرات الإخبارية التلفزيونية "هل كان يشير لمساعد الحكم بأن الهدف تسلل لأنه لم يسجل الهدف؟!"، والأعجب أن بعض جماهير "ريال مدريد" يهتفون ضده إذا لم يسجل، رغم أنه الهداف التاريخي للفريق، وصانع مجده الحديث.

 

والحديث عن شخصية "رونالدو" القوية يحتّم علينا الحديث عن الجانب الإنساني النبيل في شخصيته المتعاطفة مع الأطفال المستضعفين في كل مكان، فيرسل لهم عبر حسابات التواصل الاجتماعي كلمات محفزة مثل: "أنتم الأبطال الحقيقيون"، كما أن مساعداته للمحتاجين مستمرة عبر منظمته الخيرية التي سيحفظ لها التاريخ ملاحم إنسانية تؤكد أنه "الأفضل بالتاريخ".

 

 

تغريدة tweet:

 

أعود لبداية المقال، وأذكركم بأن هذا رأيي الخاص، وأحترم رأي البعض المخالف، ويسعدني النقاش الموضوعي معهم بعيداً عن مصادرة الآراء، ويكفيني أن المؤيدين لرأيي عبر وسائل التواصل المختلفة أكثر بكثير من آراء المخالفين، لأن "رونالدو" واصل بكل ثقة تحطيم الأرقام وتحقيق الإنجازات، متجاهلاً أي سقف بشري للطموحات، وكأنه يقول لعشاق كرة القدم بأن "الدون" هو الأفضل في "الكون"، وأن على نجوم اليوم التعلم منه والاقتداء به، لأنه بكل جدارة "الأفضل بالتاريخ"، وعلى منصات التفوّق نلتقي.