|


إبراهيم بكري
الطريس نواة الثقافة الرياضية!!
2017-02-10

يقول المحاضر الدولي الحكم السعودي السابق علي الطريفي:

 

(تكلمنـا كثيـرًا عـن مـدى أهميـة اللغـة الإنجليزيـة فـي مجـالات الحيـاة، حيـث إنهـا تعتبـر لغـة التواصـل الأولـى، وهـذا ينطبـق علـى المجـال الرياضـي بصفـة عامـة والتحكيمـي بصفـة خاصـة، وللأسـف الشـديد، فقـد الكثيـر مـن الحـكام فرصتهـم للالتحــاق بصفــوف الحــكام الآســيويين؛ بســبب عــدم وجــود أبجديات هــذه اللغــة المهمـة لديهـم).

 

لم يعد موهبة الحكم في إدارة المباراة بالقانون تكفي لحصوله على الشارة الدولية. الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" يلزم الحكام بضرورة تعلم اللغة الإنجليزية للحصول على الشارة الدولية، والمشاركة في المناسبات الرياضية العالمية والأولمبية.

 

لغة التواصل بين الرياضيين في كل العالم هي اللغة الإنجليزية، وتمثل اللغة الرسمية بين كل عناصر اللعبة من إداريين، وحكام، ومدربين، ولاعبين.

 

الحكم السعودي استطاع أن يشرف الوطن من خلال مشاركته المميزة قاريًّا، عالميًّا، وأولمبيًّا، لا يمكن إغفال ثقة المجتمع الرياضي الدولي في الحكم السعودي، في ظل الصراع المحلي ما بين مؤيد ومعارض له؛ بسبب أخطاء في دوري جميل للمحترفين كانت وراء إصدار قرار السماح للأندية اختيار 8 حكام أجانب في المباريات التي في أرضها.

 

من الظلم أن نعلق المشانق للحكم المحلي، ونعتقد تطويره معجزة في ظل مبادرات إيجابية من الحكام أنفسهم، الحكم السعودي خالد الطريس نموذج نفخر به، فهو يملك كل هذا الوعي والحرص على تطوير نفسه وزملائه الحكام، من خلال إعداد كتاب (قاموسي) يهدف إلى تطوير اللغة الإنجليزية للحكم السعودي خاصة والعربي عامة.

 

ثقافة الحكم جزء مهم في تطويره، والحكم المثقف أقرب للنجاح من الفشل، بقدر ما تشعر بالفخر تطمئن على مستقبل التحكيم السعودي وهو يحتضن حكمًا مثقفًا مثل الشاب خالد الطريس، الذي يقول عن كتابه "قاموسي":

 

"فكــرة الكتــاب تقــدم لأول مــرة؛ لمســاعدة المتلقــي فــي تطويــر نفســه ثقافيًّا ولغويًّا بشــكل سـريع، حيــث يحتـوي هـذا الكتــاب علـى العديـد مـن المصطلحــات التحكيميـة، والتــي يســتعملها الحــكام للتعامــل مــع اللاعبيــن والمدربيــن والزمــلاء الحــكام الذيــن يتحدثــون اللغــة الإنجليزيــة، وهــي تســاعدهم علــى إدارة المبــاراة بالشــكل الصحيــح، الــذي يضمــن إيصــال المعلومــة بيســر وســهولة مــع مختلــف الأجنــاس، وكذلــك بعــض الجمــل التــي تثــري الحكــم وتســاعده علــى شـرح الحـالات التحكيميـة نظريـًّا فـي المحاضـرات النظريـة، والنقـاط التـي يتـم نقاشـها مـع الأطقـم التحكيميــة. ويضم قائمــة بمــواد قانــون كــرة القــدم الســبع عشــرة، مترجمــة إلــى اللغــة الإنجليزية).

 

لا يبقى إلا أن أقول:

كتاب "قاموسي" للحكم خالد الطريس لا يخدم حكام كرة القدم فقط، بل يجب أن تحرص الأندية السعودية واللجنة الأولمبية على توزيعه على لاعبي الأندية والمنتخبات لتطوير لغتهم الإنجليزية؛ ليسهل عملية التواصل مع حكم المباراة الأجنبي في المباريات المحلية أو المشاركات الدولية.

 

أعتقد كتاب "قاموسي" هو نواة لتأليف كتاب شامل يعزز تعلم اللغة الإنجليزية للرياضي السعودي داخل الملعب وخارجه، ومثل هذا المشروع يحتاج إلى أن يكون جهدًا مؤسسيًّا يضم فريق عمل من المختصين في اللغة الإنجليزية.

 

المكتبة الرياضية السعودية مازالت فقيرة بالكتب المتخصصة، ولا يمكن إثراء هذا الجانب في ظل الاعتماد على المبادرات الفردية، أقترح أن تتبنى الإدارة العامة للإعلام والنشر بالهيئة العامة للرياضة، مشروعاً وطنياً يدعم كل باحث ومؤلف يرغب في إثراء الثقافة الرياضية من مختلف جوانبها العلمية.

 

قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:

 

هل الهيئة العامة للرياضة تملك مشروعاً وطنيًّا لنشر الثقافة الرياضية؟!

 

هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية".. وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك..