|


بدر السعيد
توقفوا عن حماية العبث
2017-02-12

لم يدر في خلد أي متابع رياضي لكرتنا السعودية أو يصل في تشاؤمه إلى ما وصلت إليه حالة التشنج والتعصب الرياضي في طورها المتقدم الذي نعيشه منذ سنوات.

 

التشنج الذي أعنيه يا كرام تمثل في أكثر من شكل وهيئة.. لم تسلم منه مختلف الألوان والانتماءات والأعمار والمناطق.

 

التشنج الذي أعنيه.. أصبح حالة شائعة للأسف.. حالة تعبر غالباً عن الانتماء عند كثير من صغار العقول.

 

التشنج الذي أعنيه.. أصبح المصدر الأهم لطاقة وشهرة وانتشار ومصالح ضعاف النفوس ممن تجاوز كذبهم حدود السيطرة.. واشتهروا بالتلفيق والتجني.

 

التشنج الذي أعنيه هو ما أوصل بعض المغلوبين على أمرهم إلى الانكفاء على مقاطع التأجيج وروابط الفذلكة وقصاصات الكذب.. ليخرجوا من ذلك العصف الذهني السلبي وقد نجحت عملية غسيل أدمغتهم.. وبامتياز.

 

ولا أبالغ إن قلت إن التشنج الذي أعنيه.. بات الوقوف في وجهه كالتصدي لإحدى الجرائم والتجاوزات الأمنية.. فهو وإن لم يكن إحدى تلك الجرائم فإنه في أسلم وصوفه سيكون أحد مسبباتها!.

 

انتهت الفضفضة.. وبدأ التأمل في الواقع.. تأمل ممتلئ بالكثير من الأسئلة.. من يعلق الجرس؟ أين النظام والجهة المعنية.. هل سنسأل عن المسببات.. أم سنبحث عن الحلول؟!.

 

في الواقع.. لن نذهب بعيداً في بحثنا عن الحلول ما لم نكن صريحين وشفافين في تشخيص أسباب هذا التشنج.. ولا أعتقد أن هناك من جهد سيبذله الباحث عن أسباب التشنج.. فالدلائل والبراهين أمامنا ليل نهار.

 

رأينا وسمعنا الكثير من الشتم والاتهام الباطل والإساءة والتهجم بمختلف أشكالها النتنة.

 

رأينا وسمعنا من يتهم في الذمم والشرف ويجرد الإنسان من إنسانيته.

 

رأينا وسمعنا من يصف الآخرين بالخيانة والرشوة وغيرها.

 

رأينا وسمعنا من يروج للمواد المحظورة "علناً" وأمام ملايين المشاهدين من الشباب وغيرهم، بل ويتباهى بذلك الجرم!.

 

لكننا وبكل أسف.. لم نر أو نسمع عن خبر إيقاف هذا العابث.. أو معاقبة ذلك الكاذب.. أو كف يد ذلك المروج!.

 

وأمام كل تلك المشاهد المزعجة.. والتصرفات المخجلة.. يكتفي العقلاء بالتمتمة الخجولة ضد ما يحصل.. تارة في مجلس وأخرى عبر حسابه في تويتر.. ثم ماذا؟! لا شيء.. يستمر العبث بل ويتطور ويقابله نفس أسلوب الرفض "البارد"!.

 

أوقفوا ثقافة الضجيج.. ابدأوا بالكبير عمراً ومكانة.. ولا تتوقوا حتى تنظفوا ساحة الوطن من هذا الفساد "اللفظي".

 

أوقفوهم.. عاقبوهم.. فالوطن ومصالحه ومستقبل شبابه وأهمية المرحلة تحتم على كل صاحب قرار أن يرمي كل الألوان متبوعة بشعارات الفرق خلف ظهره.. ويبدأ أولاً برفض تلك التصرفات علناً.. ثم يتبع ذلك بتطبيق "أشد" أنواع العقوبات المتاحة أمامه.

 

كونوا جادين أكثر من أي وقت مضى في اجتثاث هذا العفن.. ولكن! إذا كان هناك ما قد يوجب عليكم أي استثناء أو حصانة لأحدهم.. فإنه من الأسلم لنا ولكم ألا تقدموا على تلك الخطوة.. فتركهم يعبثون أسلم وأشرف كثيراً من الانتقائية في عقابهم!.

 

دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.