|


سعد المهدي
مفهوم جزء من اللعبة.. كاساي والمرداسي
2017-04-20

 

فشل المجري فيكتور كاساي في أن يحقق العدالة بين ريال مدريد وبايرن ميونخ في مباراة إياب أبطال أوروبا، كان ذلك بسببه ومساعديه، فقد احتسب ركلة جزاء للبايرن وطرد لاعبه بيدال في قرارين مشكوك في صحتهما، وسقط مساعده الأول لعدم ضبطه حالتي تسلل استفاد من الأولى الريال والثانية البايرن، فيما أتم مهمة الفشل المساعد الثاني بإقراره صحة هدف الريال الرابع. 

 

الحكم كاساي واحد من أبرز حكام كرة القدم في العالم، وشارك في كل المناسبات القارية والدولية، وكان أحد خيارات هاوارد ويب رئيس دائرة التحكيم في اتحاد الكرة السابق، حيث أسندت إليه مباريات عدة، من بينها الهلال والاتحاد والأهلي والنصر، كذلك الهلال والشباب وغيرهما، وقد تسبب عدم احتسابه هدفًا صحيحًا لمنتخب أوكرانيا في كأس أمم أوروبا 2012، بعد أن تجاوزت الكرة خط مرمى المنتخب الإنجليزي، في أن يضطر الاتحاد الأوروبي إلى دراسة فكرة تطبيق تكنولوجيا المرمى، وبسبب هذه الحادثة تم إبعاده من البطولة وبات يلقب بالمطرود. 

 

اليوم.. الهلال والشباب في أهم مباراة على صعيد إمكانية حسم اللقب لصالح الهلال أو إبقائه معلقًا، لتجعل مواجهة الباطن والنصر يوم غد تحمل ذات الأهمية، ومن ذلك فقد طالب الهلاليون بتغيير الدولي فهد المرداسي الذي أعلنت لجنة الحكام أنه تم اختياره لإدارتها، وقبل أن يضغط الوقت على الجميع، أسندت المباراة للإنجليزي مارك كلاتنبرج المرتبط بعقد مع اتحاد الكرة ليرأس دائرة التحكيم خلفًا لهاوارد، ويقود عددًا من المباريات في الموسم، كان أولها نهائي كأس ولي العهد ويعاونه في ديربي الهلال والشباب السعوديان العبكري والرفاعي.

 

 

كاساي كفاءة وخبرة تحكيمية، والمرداسي موهبة وإمكانات جيدة، ولذلك فإنهما يخطئان ويثور حولهما الجدل في مرات كثيرة، وهو ما يحصل مع من هم مثلهما من الحكام الجيدين، أما الرديء من الحكام وهم كثر فهم يدخلون في حمى المميزين ليقول من يصدرهم للملاعب إن كل الحكام يخطئون، وإن هذه الأخطاء هي جزء من اللعبة، دون فرز بين الجيد والرديء، ولا من أخطاؤه حتى لو كانت كبيرة إنما حدثت وسط أداء مقنع وإدارة صحيحة وصورة مثالية في اللياقة والتحركات والتقدير حدث بعدها أو أثناءها خطأ يحاسب عليه، لكنه لا يمكن أن يسقطه من قائمة الحكام الجيدين، الذين يمكن الاعتماد عليهم فيما بعد من مباريات، وهذا المهم. وبين من لا يصلحون مطلقًا أن يكونوا حكامًا بموجب فقدان الموهبة والتأهيل النفسي وتقدير احتساب الأخطاء المكتسب من أهلية رياضية ومعرفة تراكمية بحالات التنافس الرياضي منذ النشأة وثقة وشخصية أداء وتعامل.

 

يجب عدم خلط الصالح بالطالح من الحكام، وألا تكون الأخطاء التي يقع فيها جميعهم سببًا في عدم التمييز بينهم، أو وضعهم في سلة واحدة، ولا بد أن نعرف أن مقولة أخطاء التحكيم جزء من اللعبة لا تعني القبول بها، وأنها حاصلة لا محالة، كما أنه ـ وهذا مهم للغاية ـ ألا يعتقد بعضهم أنها تعني منع أحد من اصطيادها وذكرها ومحاسبة من ارتكبها من أجل أن يحرص على ألا يعود لمثلها، وتعويضًا لمن تضرر منها.. يجب التنبه أن المقصود بذلك الحكم الجيد أما الرديء أو السيئ فالواجب إبعاده نهائيًّا عن قائمة التحكيم ومحاسبة من أجازه في سلك التحكيم أو أرشده لبوابته.