|


بدر السعيد
قطعة القماش التي كشفته..!
2017-04-23

 

بينما كنت في ذات المسار.. أرقب المشهد كغيري.. قدر المتاح والمستطاع.. إذ بي أتفاجأ يوم الأحد الماضي بذلك التصريح التلفزيوني عبر برنامج "أكشن يا دوري" لرئيس رابطة مشجعي النادي الأهلي.. الذي ذهب فيه صاحبه إلى ما هو أبعد من جوهر القضية.. ولب الموضوع.. فبينما كان الأمر يتعلق بمنع دخول بعض اللافتات والتقيد بعدد مكبرات الصوت إلى أرض الملعب، فإذ به يتحول عن مساره.. ويتجه نحو التصعيد واتهام جهات معينة بمعاملة فريق معاملة خاصة دون غيره.. والإشارة إلى أن النادي الأهلي كأنه نادٍ من خارج المملكة..! إلا أن تلك الجمل لا تمثل خطورة مقارنة بخطورة الجمل التي ختم بها حديثه، حين هدد بترك تشجيع فريقه.. ثم أتبعها بالتهديد بترك تشجيع المنتخب!!.

 

وحيث كنت أحد ضيوف الحلقة، فقد كان من الطبيعي أن أقدم رأيي تجاه ما يطرح.. وبكل أمانة كنت متعاطفاً مع ما سمعته من أحاديث قبل الدخول للاستديو.. حيث سمعت عن القصة من دون تفاصيل أو تأكيدات.. وكنت مع ذلك التعاطف حتى بدأ رئيس رابطة مشجعي الأهلي في الحديث.. والذي ظهر فيه محتقناً.. وخرج كثيراً عن النص.. ما جعلني أتوقف عن تلك العاطفة.. مطالباً قلبي بإعطاء الفرصة الأكبر لعقلي الذي رفض تمرير تلك الجمل الباعثة للتعصب.. 

 

لذا فقد بدأت حديثي بالمطالبة بتوحيد الأنظمة في جميع الملاعب في مختلف وطننا الحبيب.. كما أتبعت ذلك بالإيضاح بأن ما تعرض له الأهلي هو واحدة من حالات كثيرة حصلت لمختلف مشجعي الفرق وفي مختلف المناطق.. الأمر الذي يجعلني أرفض حصر المشكلة وكأنها ضد جمهور معين دون غيره..!.

 

وحتى هذه اللحظة لا يعرف أحدنا حقيقة ما حصل ما لم يصدر بيان أو تقرير الجهة الأمنية المسؤولة عن متابعة الحدث.. وعلى الرغم من ذلك.. وفي حال "افترضنا" أن المشجع الأهلاوي على حق.. فإنه لا يبرر لذلك المشجع أن يرمي بتلك الجمل التي تثير الجماهير وتعزز من التعصب الحاصل لديها..! ناهيك عن التهديد بترك تشجيع منتخب الوطن.. وكأن المنتخب سلعة يملكها أحدنا..!!.

 

كلنا نتعاطف مع جماهير الوطن.. كل الوطن..

 

كلنا نرفض الإساءة إلى أي مشجع في أي ملعب.. وكل مدرج..

 

لكننا في ذات الحين.. نرفض أن يتم استخدام عواطف الجماهير باتجاه التأجيج..

 

ونرفق قطعاً توظيف الأحداث والذهاب بها بعيداً عن اللب إلى القشرة..!.

 

عشنا دهورنا من الفخر الوطني في مدرج الوطن الذي كان ولا يزال وسيظل بإذن الله مزدحماً بالمخلصين الأوفياء.. عشنا دهورنا نتعلم من إخلاص الموركي.. وأهازيج القرني.. وتضحيات الفريان.. وغيرهم من المخلصين الذين لم يكن المنتخب بالنسبة لهم كرتاً يستحضرونه للمساومة.. أو رقماً يرجحون به طرف المعادلة..!.

 

سنين طويلة.. ومناسبات عديدة.. أفراح وأتراح.. صعود وهبوط.. كل شيء تغير.. إلا أن أولئك المخلصين لم يساوموا يوماً على تشجيع المنتخب.. أو يلوحوا بورقته ويهددوا بها.. لأن منتخب الوطن بالنسبة لهم.. خط أخضر.. يفوق في حدته الخط الأحمر.. ويتجاوزه وضوحاً وقرباً إلى العقل والقلب..

 

ووسط ذلك كله.. أتساءل.. هل بالفعل أن ذلك الشخص هو من يمثل رابطة مشجعي ناديه في منتخب الوطن..؟!.

 

أراهن كثيراً على العقلاء في النادي الأهلي.. وكذلك عقلاء المجتمع الرياضي الذين يرفضون ما قاله رئيس رابطة الأهلي جملة وتفصيلاً.. مع التأكيد على الوقوف التام مع كل مشجع في حفظ حقوقه ومساواته بالآخر.. والرفض القاطع لأي إساءة "قد" تحدث للمشجع في وطننا الكبير أيًّا كان ميوله..

 

دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..