|


سعيد غبريس
السعودية نجمة الغرب
2017-06-02

لا يمكن أن نجزم بأنّ عودة الفصل بين الغرب والشرق في دوري أبطال آسيا، جاء ليحفظ ماء الوجه لفرق الغرب، وعلى وجه الخصوص للفرق العربية التي عادة ما تمثلها الأندية الخليجية؛ ففي أيام الجمع فازت الفرق العربية، وبالأحرى الخليجية بألقابها الأربعة، منذ اعتماد التسمية الجديدة في عام 2003، أولّها العين الإماراتي، ومن بعده الاتحاد السعودي، وأخيراً السد القطري الذي أعاد اللقب للعرب، والغرب بعد سنوات عام 2011.
وحتى هذا العام الذي اقتصر فيه التمثيل العربي على الفرق الخليجية، لا يزال التفوّق السعودي سائداً؛ فبالإضافة إلى اللقبين اللذين فاز بهما اتحاد جدة، ذهبت الوصافة مرتين لفرق المملكة، واحدة للهلال الذي أُنتزع منه اللقب انتزاعاً والأخرى للأهلي.


وحتى الدور ربع النهائي، فإنّ التفوّق السعودي مستمر عربياً وغربياً، وليس أدلّ على ذلك سوى أنّ نصف الفرق الأربعة المتأهلة من الغرب سعودية مع الهلال والأهلي، وهذا ينسحب أيضاً على التمثيل العربي المقتصر دائماً على الخليج، ويشكّل ثلاثة من أربعة مع العين الإماراتي وبيروزي الإيراني بغياب التمثيل الأوزبكي، علاوة على أنّ الفرق الخليجية هي التي تصدّرت المجموعات الأربع لغرب آسيا، علماً أنّ الفرق العربية التي وصلت للدور الـ16 لم تتجاوز الخمسة.


وحتى ما قبل الدور ربع النهائي، كانت الفرق الإماراتية أفضل من نظيراتها السعودية العين والأهلي دبي، تأهلا من المركز الأول، فيما تأهل الهلال من هذا المركز والأهلي جدة من الثاني، ولكن الفريقين السعوديين الخارجين من هذا الدور أفضل من نظيريهما الإماراتيين؛ فالفتح والتعاون في المركز الثالث والوحدة والجزيرة في المركز الأخير، وفي حسابات أخرى تتقدّم الفرق السعودية: في الفوز 8ـ7 والخسارة 6ـ9.


أمّا الكرة القطرية فواصلت تقهقرها هذا العام استمراراً لخروج المنتخب من تصفيات المونديال، ليبقى "العنابي" محروماً من التأهل لكأس العالم من أرض الملعب، قبل أن تُتاح له هذه الفرصة في 2022؛ كونه ممثّل البلد المنظم، فلخويا بطل الدوري الذي يشكّل العمود الفقري للمنتخب، والذي حقّق أفضل النتائج في الدور الأول بتصدّره مجموعته بـ 14 نقطة، وهو الأعلى نقاطاً بين فرق الغرب، والذي كان واحداً من خمسة لم تخسر في دوري المجموعات من الغرب والشرق، والذي يتخطى هذا الدور للمرة الرابعة.


هذا الفريق الذي طوى صفحة وجوده في دوري نجوم قطر بالدمج مع نادي الجيش، أضاع فرصة تأهله لربع النهائي بخسارته المفاجئة على أرضه أمام بيروزي الإيراني وبهدف يتيم من نيران صديقة، بعدما كان عاد بنقطة ثمينة من طهران ذهابًا، علماً بأنّ مواطنه الريان الذي لم يتجاوز الدور الأول كان هزم بيروزي ذاته بثلاثية في الدوحة.


وهذا ما كرّس تفريط الفرق القطرية بفرص التأهل على أرضها؛ فالريان كان بحاجة إلى نقطتين من مباراتين، فخسرهما أمام الوحدة الإماراتي والهلال السعودي!! وليخسر بالتالي، ومن بعده لخويا، فرصة وصول الفرق القطرية ثانيةً إلى الدور نصف النهائي الذي لم يتحقّق في السنوات السبع الأخيرة إلا عن طريق الجيش في الموسم الماضي!!.


والحق يُقال إنّ النتائج تُظهر حتى الآن أنّ الكرة السعودية هي نجمة العرب والغرب، وأنّ الهلال هو النجم الساطع والمؤهل لإعادة اللقب الآسيوي الهارب من السعودية منذ سنوات وسنوات، ومن العرب سنوات أقل، فهو يتأهل للمرة الخامسة لربع النهائي، ويتطلّع لينجز موسماً خارقاً إذا ما فاز باللقب القاري ليحقّق الثلاثية.، ولا سيما أنه يشهد استقراراً على كل الصعد وخاصة الصعيد الفني بتجديد العقد مع المدرّب الأرجنتيني دياز الذي كانت له اليد الطولى في الفوز المحلي المزدوج، وبالسعي لتجديد إعارة اللاعب السوري الفذ عمر خربين، الذي كان علامة فارقة للفريق الأزرق، فيما الأهلي الممثل الآخر للكرة السعودية يغرق في ذيول موسم رديء، وفي دوامة تغيير الرئيس والمدرّب بعد استقالة مدير الكرة!!.