|


أحمد الفهيد
مدرب وطني "رخيص جداً"
2017-06-17

‏(١)

يقول الخبر الذي نشرته "الرياضية" الثلاثاء الفائت 13 يونيو 2017، على صفحتها الأولى "إن المدرب السعودي سعد الشهري الذي يتقاضى مبلغ 30 ألف ريال راتباً شهرياً نظير تدريبه للمنتخب الكروي السعودي الشاب، طلب زيادة أجره الشهري أسوة بالمدربين الأجانب الذين تعاقد معهم اتحاد القدم، ليقترب من 45 ألف ريال، بعد أن رفض اتحاد القـدم ظهوره في التحليل التلفزيوني، لكن رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم عادل عزت رفض طلب المدرب، لينتهي الاجتماع به بعدم التجديد معه".

 

(٢)

.. وتقول السيرة التدريبية للمدرب الشاب (39 عاماً) إنه بدأ عمله عام 2008 مدرباً لمنتخب تعليم المنطقة الشرقية، وقاده للفوز ببطولة المناطق، ثم تولى الإشراف على فريق القادسية للناشئين وقاده إلى الصعود إلى الدوري الممتاز، وبعدها استلم مقاليد الإدارة الفنية لفريق القادسية لدرجة الشباب وحقق معه لقب الدوري لأول مرة في تاريخ النادي، ثم ذهب بمنتخب بلاده الشاب إلى كأس العالم، وهناك تأهلوا معاً (هو بهم، وهم به) إلى دور الـ 16، الذي غادروه لخسارتهم من منتخب أوروجواي بهدف وحيد من ركلة جزاء.

 

(٣)

.. أما أنا فأقول التالي: إذا كانت إدارة اتحاد القدم السعودي، لا ترى في المدرب الشاب سعد الشهري أنه مناسب للمرحلة المقبلة، وأنه غير قادر على الذهاب أبعد مما ذهب إليه، وأن ما أُنجز كان بشق الأنفس، وبقدر وفير من الحظ السعيد .. فلماذا اجتمعت به لتفاوضه على تجديد عقده؟. كان يمكنها تركه يذهب في طريقه، وتذهب هي على طريقتها للبحث عن مدرب آخر، مدرب يتسق مع رؤيتها الفنية والإدارية في برنامجها نحو التغيير والتطوير.

أما وقد اجتمعت معه فإنها (كما أفهم) مقتنعة به، ومبتهجة بما قدمه، وأنها تريد المضي معه وبه إلى مناطق مأهولة بالأمل في الفوز، ومن ثم الفوز نفسه.

 

(٤)

وبما أن رئيس اتحاد القدم اجتمع بالمدرب الوطني وفاوضه حتى بلغ النقاش بينهما رمقه الأخير، فلم يكن لائقاً أبداً، ولا عادلاً، أن يُقصى مدرب حقق كل ما تحقق من أجل عدم رغبة الاتحاد الموقر في زيادة 10 آلاف ريال شهرياً (120 ألف ريال في السنة) على راتب المدرب. 

نعم ليس من العدل أن تستكثر على عضو من أعضاء لعبة كرة القدم الأساسيين (المدرب) أن يصل أجره الشهري إلى 45 ألف ريال، بينما هناك أعضاء في مجلس الإدارة وإداريون يتقاضون أجراً شهرياً يوازي ما طلبه المدرب، ويفوقه!

بين أعضاء اتحاد القدم من يحصلون على رواتب تتجاوز 60 ألف ريال في الشهر، ويصل بعضها إلى 100 ألف ريال (مليون ومائتي ألف ريال سنوياً)، بينما المدرب الوطني طلب أقل من نصف هذا المبلغ، وقيل له: "آسفون، هذا مبلغ كبير، لا نستطيع دفعه لك"!

 

(٥)

أنا (وأظن أن معي آخرين) نحتاج أن نفهم، أو على الأقل أن نعرف .. هل المبلغ كبير فعلاً على أن يتقاضاه مدرب مثله، أم هو كبير على أن يتحمل اتحاد القدم دفعه، أم أن المنتخب السعودي الشاب ميزانيته محدودة ولا يجب الصرف عليه بسخاء، حتى وهو يفوز ويتأهل؟!

أقول قولي هذا، وذاكرتي القصيرة تتذكر قرار إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم، بتقليص مكافآت تأهل المنتخب الشاب إلى كأس العالم في كولومبيا 2017 إلى النصف (خصمت 50% على كل لاعب)، وكأن ما فعلوه أقل، وأرخص من يحصلوا مقابله على مكافأة كاملة .. جُزَّت المكافأة، ثم جُزَّ المدرب من منصبه، لأن راتبه كبير جداً على مدرب، حتى وإن كان أقل من راتب عضو مجلس إدارة.