بهدوئه المعتاد، ولغته البسيطة الخالية من التكلف، نجح المذيع محمد سعود الخميسي عبر برنامج "وينك" خلال الأعوام الثلاثة الماضية في مطاردة الشخصيات الشهيرة التي اختفت عن الإعلام وانسحبت من مشهد الحياة العامة ليعيدهم إلى دائرة الضوء مرة أخرى. في مطلع شهر رمضان لم يكن مفاجئاً وهو يحضر ببرنامجه التوثيقي "الراحل" ليعود إلى استدعاء سير الناجحين بعد رحيلهم في قالب تلفزيوني مشوق، البرنامج الذي يمتد لساعة تلفزيونية من التاسعة وحتى العاشرة من كل ليلة على شاشة "روتانا خليجية" والذي يحمل شهادات لمعاصرين على السير الذاتية الناجحة للراحلين جاء ليملأ فراغاً كبيراً في المحتوى التلفزيوني فيما يخص هذه النوعية من البرامج.

أحدث البرنامج نقلة "نوعية" في مسار برامج شهر رمضان التي كانت تسير على وتيرة واحدة فإما مسابقات تفاعلية أو حوارات صالونية لا تحمل جديداً في معظمها.

الخميسي الذي بدأ حياته الإعلامية صحفياً في صحيفة إيلاف الإلكترونية حتى رأس قسم أخبار الخليج فيها ثم عمل مديراً لتحرير موقع مجلة فوربس الأمريكية وقدم عبر قناة الاقتصادية الخاصة عدة برامج كان من ضمنها برنامج "جيل21" الذي اقترح على الخميسي إعادة إنتاجه بصورة عصرية تتواكب مع المرحلة الحالية.

الصحفي الناجح والمعد الذكي الذي نشهد نجاحاته مذيعاً ومنتجاً متألقاً عبر "الراحل" يفتح الباب على مصراعيه أمام صناع المحتوى من أقرانه أبناء الوطن ليقول لهم إن الفرصة متاحة أمام كل من يحمل "جديداً" ومختلفاً في الصناعة التلفزيونية. شكراً لمحمد سعود الخميسي الذي فتح كوادر كاميراته التلفزيونية لمبدعينا من الأحياء المنزوين في زاوية الحياة قبل أن يطاردهم بعد مماتهم ليبق عبق ذكراهم وإنجازاتهم وكلماتهم حية نابضة بالحياة.