|


عدنان جستنية
دورينا بين (الخصوصية) والتخصيص
2017-08-11

 

بالأمس انطلقت بداية أولى منافسات بطولة الدوري السعودي في نسخته الرابعة، بعدما مر على مدى مسيرته "الخمسينية" بثلاث مراحل سابقة، كانت الأولى في زمن ما يسمى بعصر "الهواة"، والمرحلة الثانية كانت عندما تم السماح لأندية الدرجة الممتازة بالتعاقد مع لاعبين أجنبيين فقط، والمرحلة الثالثة كانت حينما تم إقرار نظام احتراف اللاعب السعودي مع وجود اللاعب الأجنبي بعدد "3" ثم "4" لاعبين، وأخيرًا المرحلةالحالية التي سمح للأندية بالتعاقد مع "6" لاعبين أجانب بما فيهم حارس المرمى، الذي كان في المرحلتين الثانية والثالثة "خطًّا أحمر"، لم يتم التفكير فيه ولا توجد دلائل تدل على وجود أندية تطالب به، بما في ذلك زيادة عدد اللاعبين الأجانب.

 

- هذا التحول أرى من وجهة نظري أنه يعطي انطباعًا أننا كمجتمع سعودي بدأنا نتخلص من العبارة الشهيرة "المجتمع السعودي له "خصوصيته"، وبدأنا نجاري تقدمًا يحدث حولنا مواكبًا لعالم "متطور" أصبح بمثابة قرية واحدة، لا نستطيع الانفصال عنه "وفق نظرة "اقتصادية" بحتة، ويبدو ذلك واضحًا للجميع في عهد ملكنا الغالي "سلمان" وولي عهد الأمين "محمد بن سلمان"، عبر عدة قرارات مفصلية صدرت سواء على المستوي الرياضي أو خارج إطار كرة القدم والرياضة عمومًا.

 

- ولعل الذي شجع على خروجنا من هذه "الخصوصية" التي عشنا كمجتمع في عالمها "الخاص"، أن صناع القرار على مستوى القيادة الحكيمة اتخذوا قرارًا يخص الأندية السعودية، أُطلق عليه مسمى مشروع "التخصيص" المتوائم مع النظرة الاقتصادية ورؤية "20،30"؛ فكان لا بد من تحويل هذه الأندية إلى كيانات "مربحة"؛ فكانت الخطوة الأولى التي تسبق مشروع "التخصيص"، زيادة عدد اللاعبين الأجانب إلى "6"، والسماح أيضًا بالتعاقد مع حارس مرمى أجنبي، إضافة إلى زيادة حكام الأجانب، وأن يتولى مهمة قيادة لجنة الحكام "خبير" أجنبي لتتماشى هذه "الزيادات" والقيادة الأجنبية مع نقطة تحول تحفز وتشجع "المستثمر" السعودي على الإقبال على عالم "بزنس" جديد، تخلص من الفكر القديم بما يدعوه إلى الانخراط فيه والتعامل معه.

 

- لن أدخل الْيَوْمَ في عالم "التكهنات" والتوقعات بناءً على مدى وحجم تجاوب الأندية مع هذه التحولات، وأبني توقعي من الآن على الفريق الذي أرشحه للحصول على بطولة الدوري السعودي للمحترفين لهذا الموسم. فمن الخطأ أن أصدر حكمًا "مبكرًا"، على معطيات نراها على أرض الميدان في "الملعب"، أو على خطوة وتجربة ما زالت في بدايتها، بقدر ما أنني "متفائل" جدًّا بنقلة نوعية في مسيرة الدوري السعودي، هذا إن وفقت الأندية في التعاقد مع لاعبين أجانب يكونون إضافة قوية لها ولدوري المحترفين، و"تحكيم" يقود دفته إداريًّا وفنيًّا باقتدار فكر "الأجنبي"، الممنوع من "الاختراق"، كما كان في الفترات السابقة.