|


د.تركي العواد
لقاء الموسم
2012-02-15

اتسعت عيناي من الدهشة كما لم تتسعا من قبل وأنا أتابع لقاء الأمير عبدالرحمن بن مساعد مع رجاء الله السلمي على القناة الرياضية مساء يوم الأحد الماضي. فرغم أنني متابع للوسط الرياضي من عشرات السنين إلا أنني لم أستمتع بلقاء مع شخصية رياضية كما استمتعت بهذا اللقاء. فاللقاء الذي امتد لساعة ونصف مر علينا كنسمة دافئة في عز شباط. فالأمير عبدالرحمن لم يكن فقط صريحاً وشفافاً في القضايا التي تخص الهلال أو حتى تخصه شخصياً بل قيم أداء إدارته بواقعية كبيرة جعلته يعترف حتى بالأخطاء التي لم يقترفها. أكثر ما أعجبني في اللقاء ـ وهو ما جعل اللقاء يمر كالبرق ـ هو حس الدعابة الذي يتمتع به الأمير عبدالرحمن والذي بلا شك نفتقده في خطابنا الإعلامي المحتقن الذي يجبرنا على إغلاق صوت التلفزيون في كل مرة يظهر فيها مسؤول في ناد رياضي على الشاشة. اختتم الأمير عبدالرحمن اللقاء بقصيدة رائعة, انتقى كل مفردة فيها بعناية كبيرة جعلت القصيدة تؤثر في كل من سمعها. تلك القصيدة جعلتني أسأل نفسي: كيف يستطيع رجل محاط بكل هذا الضجيج أن يكتب بهذه الروعة والدقة؟ الهلال لم يكسب رئيس ناد فقط بل كسب مفكرا وفيلسوفاً رفع سقف الفكر الرياضي لآفاق جديدة لم نتوقع أن تبلغها رياضتنا في يوم من الأيام. رجاء الله السلمي من الجهة الأخرى كان نجماً في اللقاء وأثبت أنه أحد أبرز المحاورين في الإعلام الرياضي, فرغم أنه كان يحاور شخصية بعمق الأمير عبدالرحمن بن مساعد إلا أنه ظهر متمكناً وقادراً على إخراج اللقاء بشكل رائع وممتع بعيداً عن الأسلوب التقليدي الذي يدور حول فكرة إحراج الضيف ووضعه في خانة الاتهام.