قدم دور الـ16 من دوري الأبطال، أكثر مشاهد الكرة جمالاً وسحراً على مدار كل البطولة، إذ تم فيه تسجيل 62 هدفاً من جملة المباريات التي لعبت في الثماني مجموعات، وهو مشهد نادر على مدار تاريخ هذه البطولة.
ومع دخول مرحلة دور الأربعة، حسب نتائج القرعة التي تم إجراؤها أمس الأول، وأسفرت عن لقاء ريال مدريد مع بايرن ميونيخ، والبرشا مع يوفنتوس، وأتليتكو مدريد مع ليستر سيتي، ودورتموند مع موناكو، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هنا.. من أكثر المرشحين للفوز بلقب العام 2017، أو من هو عريس هذه البطولة؟
السؤال تم طرحه على العديد من خبراء ومراقبي الكرة للحديث عن البطل الذي سيتم تتويجه في الثالث من يونيو المقبل.. من واقع التوقعات يبدو أن ليستر سيتي الإنجليزي المرشح بنسبة 1 ـ 33 هو أحد الأندية التي تزاحم على اللقب من خارج ساحة الأندية القوية المشهورة، والتي لم يضع لها أحد أي اعتبار.. ولكن ماذا عن الأندية العملاقة؟ أدلى الكثيرون بدلوهم في هذه القضية بآراء ووجهات نظر وتوقعات متباينة وكانت الحصيلة كالآتي:
رياض السامرائي ـ بايرن ميونيخ
يرى هذا المعلق، أن التدمير الذي تعرض له نادي أرسنال يؤكد ويعكس بما لا يدع مجالاً للشك قوة الألمان، ممثلين في بايرن ميونيخ، فهو نادٍ عريق، بسط سيطرته على صراع البوندسليجا، كما بسط برشلونة وريال مدريد سيطرتهما على مقاليد الكرة في إسبانيا.. النادي يراهن على قوة صفوفه، وهذه هي الميزة النسبية التي يمتلكها، ولكن إذا فاز وحقق هذا النادي البافاري الإنجاز فإن أكثر الذين سيتجرعون مرارة الألم هو المدرب الإسباني الشهير جوارديولا والذي فشل في تحقيق هذا الإنجاز خلال تدريبه للنادي.

سامي مقبل ـ برشلونة
يبدو أن البرشا انتزع صدارة الترشيحات بعد الفوز التاريخي على باريس سان جرمان وكتب اسمه بحروف من نور.
تحقيق إنجاز مماثل أقرب الاحتمالات مع وجود الثلاثي الناري المكون من ميسي ونيمار وسواريز.
جو بيرنستاين ـ يوفنتوس
لا أعتقد أن البرشا وليستر سيتي مؤهلان للفوز باللقب، إذا وضعنا في الاعتبار الجوانب الأخلاقية والتي تتمثل في انحرافات وانفلاتات بعض لاعبي الفريقين، فسواريز بارع في التمثيل وإسقاط نفسه داخل منطقة صندوق الخصم بأمل الحصول على ركلة جزاء.. أما لاعب ليستر فاردي فهو لاعب سريع الاشتعال يعمل بردود الفعل، وعليه ربما يكون وبالاً على فريقه، أما ريال مدريد فهو مستبعد أيضاً من الترشيحات لأنه من الصعب حسب شواهد التاريخ أن يحتفظ بطل بلقبه.. وهناك كارلو أنشيلوتي مدرب بايرن ميونيخ، فهو خبير في منافسات دوري الأبطال، ولكن خبراته ومقدراته أصبحت جزءاً من التاريخ.. وعليه فإنه من الصعب أيضا الرهان على ما تبقى من الأندية الأخرى وهي أندية أتلتيكو مدريد وموناكو ودورتموند.. ولكن هناك أيضاً بعض الملاحظات وهي أن فريق أتلتيكو مدريد هو صاحب أضعف خطوط الدفاع.. فإذا قمت باختيار أحد هذه الأندية فإن الأصابع تتجه للطليان.. فاليوفي يمتلك ترسانة دفاع صلبة يمكن أن تتحطم عليها أشرس خطوط الهجوم.
آدم سيرجولد ـ بايرن ميونيخ
يتصدر هذا العملاق الألماني لعبة المرشحين سيما وأن مدربه أنشيلوتي سبق أن فاز بكأس الاتحاد الأوروبي ودوري الأبطال مرتين لاعباً مرة، ومدرباً ثلاث مرات.
اكتساحه لأرسنال في دوري الأبطال بنتيجة كبيرة (10 ـ 2)، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنه يمتلك قوة هجومية ضاربة، ربما لا نجد لها مثيلاً في الأندية الأخرى.. كما يمتلك النادي عمقاً دفاعياً لا يستهان به.. أضف إلى ذلك أن النادي يمتلك ذخيرة كافية من الخبرة حينما يكون الحديث عن الفوز بألقاب البطولات الأوروبية.. الأمر الأخير الذي يجب أن يوضع في الاعتبار أن البايرن يحتل صدارة البوندسليجا بفارق 10 نقاط عن أقرب منافسيه.. أما منافسو البايرن على صعيد دوري الأبطال وهما ريال مدريد وبرشلونة فإنهما يخوضان معارك حامية حشدا لها أقوى وأمهر لاعبيهما في صراع الدوري الإسباني، فيما يجلس البايرن مرتاحاً على صدارة الدوري وبوسعه إراحة بعض لاعبيه لدوري الأبطال.

آدم كرافتون ـ ريال مدريد
لم يتعرض ريال مدريد للخسارة على مدار 57 مباراة خاضها من جملة 61 مباراة سواء على صعيد الدوري المحلي أو دوري الأبطال منذ أن تولى زيدان زمام الأمور خلفاً لرافائيل بينتيز في شهر يناير الماضي.. فقد فاز بدوري الأبطال بعد 5 أشهر من توليه القيادة وهو مرشح للاحتفاظ باللقب ليستحق بجدارة التكريم الذي يناسبه.
روب درابر ـ بايرن ميونيخ
أولا يعتبر وجود مدرب مثل كارلو أنشيلوتي كافياً لكي يفوز البافاري باللقب.. ثانياً أكد اثنان من أعمدة الفريق هما فيليب لام وتشافي ألونسو اعتزال اللعب في نهاية هذا الموسم مما يعني أنهما سيستميتان للفوز باللقب ليضعا علامة بارزة في تاريخ احترافهما، وليكون مثل هذا الإنجاز مسك الختام.
مات بارلو ـ برشلونة
بعيداً عن الحديث عن منجزات هذا الفريق، فإن الفوز التاريخي على سان جرمان بسداسية مقابل هدف يقف وحيداً لكي يؤكد قوة هذا الفريق هجوماً ودفاعاً.
أضف إلى ذلك أن البعض يتهم الفريق بأنه يجد تساهلاً من الحكام وهو أمر يجير لصالحه في هذه المواجهات الشرسة.
أضف إلى ذلك أيضاً أن هذا الفريق مؤهل لتمزيق أي خصم عبر خبرة طويلة اكتسبها لاعبوه، فإذا أضفنا إلى ذلك إصرار إنريكي على الفوز باللقب كإنجاز يختتم به مشواره مع النادي فإن كل ذلك يعني في نهاية المطاف أن اللقب لن يخرج من ساحات البرشا.
بيت جينسين ـ أتلتيكو مدريد
لابد أن أشير هنا إلى أن اللقب لن يبرح مدينة مدريد، ولكن لكي أكون أكثر تحديداً لابد من الإشارة إلى أتلتيكو مدريد الذي كثيراً ما صرع منافسه العملاق ريال مدريد أكثر من مرة.. وإذا كان الصراع على اللقب المحلي قد ولى بالنسبة لأتلتيكو مدريد فإنه سيخوض معركة حياة أو موت في دوري الأبطال، ولذلك فإنه سيحتفظ بلياقة أفضل لاعبيه للمباريات الخمس المتبقية له في دوري الأبطال.
فإذا تمكن من التعادل مع ريال مدريد، أو تمكن أحد من إزاحة الفريق الملكي من طريقه فإن ذلك سيمهد له الدروب نحو اللقب، وأعتقد أن أتلتيكو مدريد مرشح للقب طالما لن يلاقي ريال مدريد في النهائي.
كريس ويلر ـ بايرن ميونيخ
بتصدره ترتيب البوندسليجا بفارق 10 نقاط عن أقرب المطاردين فإن الكتيبة الألمانية العملاقة مرشحة للتأهل لدور الأربعة، سيما فإن لاعبي الفريق يعيشون حالة من الراحة الكاملة على جبهة الدوري المحلي وخاصة بعد اكتساحه أرسنال بمجموع اللقاءين 10 ـ 2،.. كما أن البايرن لم يتعرض لأي خسارة في الدوري المحلي على مدار 18 مباراة خاضها حيث فاز 16 مرة.. ومع وجود المدرب كارلو أنشيلوتي فإن الفريق يعرف الطرق المؤدية إلى لقب دوري الأبطال، كما أن اعتزال فيليب لام وألونسو سوف يحفز اللاعبين لتقديم عصارة جهدهما لاختتام موسمهما بأقوى وأكبر الإنجازات الكروية.

كلام صور
صورة مركبة لمشاهد من الأندية التي تتصارع على لقب الدوري الأوروبي (أرشيفية)
أنشيلوتي مدرب بايرن ميونيخ يوجه لاعبيه خلال تدريبات الفريق
نافاس حارس ريال مدريد يرتكب مخالفة مع داركو لاعب وسط ريال بيتيس في مباراة بالليجا الإسبانية
بوفون حارس يوفنتوس يتحدث مع لاعبي فريقه في الدوري الإيطالي
لاعبو ليستر سيتي يتبادلون تهاني الفوز بعد مباراة في الدوري الإنجليزي
شعار برشلونة
شعار ريال مدريد
شعار يوفنتوس
شعار أتليتكو مدريد
شعار بايرن ميونيخ