|


نصراوي لا يغيب عن ذاكرتي

حوار - محمد الجارالله 2017.07.22 | 06:53 am

طالب التونسي سمير سريب طبيب الفئات السنية بنادي الطائي، من الاتحاد السعودي لكرة القدم عمل دورات تدريبية داخل الأندية للعاملين فيها من لاعبين وإداريين، حول كيفية التعامل مع حالات بلع اللسان أو كسر أو خلافه، مؤكداً أن مثل هذه الدورات تساهم في تطوير ثقافة اللاعب لمواجهة مثل تلك الحالات.
وبين سريب الذي اشتهر في الملاعب السعودية من خلال إنقاذه لحالات بلع اللسان بين اللاعبين، أنه لا ينسى حادثة وليد سحاري لاعب ناشئي النصر قبل 4 مواسم، مؤكداً أن تلك الحادثة لا زالت عالقة في ذهنه حتى الآن.
التونسي سريب تحدث في حواره مع "الرياضية" عن حالات بلع اللسان وكيفية التعامل معها في حال حدوثها للاعبين.

في البداية حدثنا عن عملية "بلع اللسان" وكيف تحدث؟
هي عملية ارتخاء تحدث لعضلة اللسان الذي يسقط للخلف وينتج عنها انسداد لمجرى الهواء، ويحدث عادة عند ارتطام الرأس بجسم صلب مثل تصادم رأس لاعب برأس لاعب آخر أو السقوط على الأرض، وهذه الإصابة ليست محصورة على الرياضيين فقط، فمثلا عنـد إجـراء العملـيـات الجـراحية للمرضى تحت بنـج كامـل ربما يتعرض المريـض إلى بلــع لسـانه فيتم الإمساك بـه بـــأداة خاصة تسمى بالفـرنسـية CÁNULA DE MAYO وظيفـــتـهـا سحب اللسان وتثبيته للأمام حتى لا يسقط في مجرى الهواء.

كخبير بهذا المجال، كيف تتعامل مع بلع اللسان لحظة وصولك للحالة ؟
أولاً يجب أن يتحلى المسعف بالهدوء التام حتى يركز في عملية الإسعاف لأنه يجب إنقاذ الحالة بأسرع وقت ممكن، وثبت علمياً أن توقف تدفق الأوكسجين لمدة 4 إلى 6 دقائق يعرض خلايا دماغ الإنسان للتدمير، وهذا يدل على أنها تعتبر واحدة من أخطر إصابات الملاعب على الإطلاق.

ماهو السبب في كون الهدوء هي الصفة الأولــى التي يجب أن يتحلى بها المسعف؟
لاشـــك أن الموقف ومنظر اللاعب الذي تعرض لحالة بلـع اللسان يعتبـر مروعاً نوعاً ما، فقبل عدة جـولات بـــــدوري الدرجة الأولى وتحديداً في مباراة الطائي والجــــيــل تعرض أحد لاعبي الجيل لحالة بلع لسان ونزلت من المدرج بطلب عدد من المسؤولين كوني مسؤولاً عن الفئات وليس الفريق الأول، وكان تأثير المنظر واضحاً على حكم اللقاء الذي ظهر عليه الخوف الشديد أثناء حدوث الحالة فإذا لم يكن المسعف هادئاً ومتزناً فربما يخسر اللاعب حياته للأبد.

كيف يمكن إنقاذ اللاعب أثناء حدوث الحالة؟
يتم رفع رأس اللاعب المصاب عن طريق وضع أصابع المسعف تحت ذقن اللاعب لكي يتمكن من التنفس عبر الفم، ثم يثبت اللسان بتلك الآلة وتسهل العملية عندما يكون مع المسعف شخص آخر، لذلك تلاحظ أن معظم الأندية يرافقها أخصائيان اثنان في الملعب.

ماهي المواقف التي مررت بها في مجالك وأصعبها؟
لاشك أن المواقف كثيرة جداً، ويكمن هذا الشيء في ميلي لحضور جميع المباريات التي تقام في مدينة حائل لمختلف الدرجات، حيث شاركت في إنقاذ عدد من اللاعبين رغم أنني كنت متواجداً في المدرج، وذلك بسبب استدعائي من قبل المسؤولين في الملعب لحظة حدوث مثل هذه الإصابات، لكن أصعب الحــالات هي للاعــب نـاشـــئي النصـر وليد سحاري قبل 4 سنوات، إثر احتكاك هـــوائــي مع لاعــب الطائي خلف البقعاوي، وحــــدث ارتطــــام رأسـي قوي ودخـلنـــا فوراً بعد إشارة حكم اللقاء، وبعد إسعافي للاعـــب الطائـــي لاحظت ارتباكاً شديداً لمسعفي فريق النصر الذين طلبوا سيارة الإسعاف التي لم تكن حاضرة في ذلك اللقاء واللاعب ســحاري مغشي عليه بشكل كامل، ولله الحمد أن آلة تثبيت اللسان لا تفارق حقيبة إسعافاتي، فتوكلت على الله واستطعت إخراج لسان اللاعب وإنقاذ حياته بمساعدة مسعفي النصر، ومن هول ذلك الموقف لم أنس اسم لاعب النصر (قالها ضاحكاً).

ماهي الرسالة التي توجهها للرياضيين واللاعبين بشكل خاص؟
أتمــنــى من الاتحــاد السعودي أن يتبــنـى إقامة دورات تدريــبــيـة داخـــــل المنشـــآت الرياضيـة، وهي التــي تقوم بتطوير ثقافة اللاعب لمواجهة مثل هذه المواقف، ولماذا لاتقام دورات تستـهدف مختلــف الفئات السنية في الأندية، والتي تشرح كيفية إنقاذ اللاعبين عند حدوث مثل هذه الإصابات سواء بلع لسان أو كسر أو خلافه.