|


أجيال ذهبية لن ينساها التاريخ

محمود وهبي 2017.09.09 | 07:59 am

كشف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مساء الخميس الماضي الستار عن النسخة الـ 63 من دوري أبطال أوروبا، في حفل القرعة الذي أعلن عن جولة جديدة ساخنة من الصراع على أقوى بطولات الأندية في العالم، حيث يأمل ريال مدريد في الحفاظ على لقبه لموسمٍ هو الثالث على التوالي، بالرغم من حدّة المنافسة في موسمٍ يعجّ بأندية رفعت سقف الطموحات بعد صيف انتقالاتٍ ساخن. ويسعى النادي الملكي إلى إثبات قيمة الجيل المميز الذي كتب الكثير من الإنجازات في السنوات القليلة الماضية؛ ليلامس الجيل الذهبي الذي عرفه ريال مدريد في خمسينيات القرن الماضي. وتكشف "الرياضية" في التقرير التالي عن مجموعة من الأجيال الذهبية التي أبدعت تحت شعارات أندية ومنتخبات عريقة، بدءًا من الجيل الذهبي الأول لريال مدريد بقيادة دي ستيفانو وبوشكاش، ووصولًا إلى الهيمنة التامة التي نسجها المدرب بيب جوارديولا خلال محطته الفريدة مع برشلونة.

هولندا السبعينيات

أطلق نادي أياكس أمستردام عهدًا مشرقًا للكرة الهولندية مطلع السبعينيات، حيث تُوّج الفريق العاصمي بلقب دوري أبطال أوروبا في 3 مواسم متتالية، وانعكست هذه الهيمنة على المنتخب الهولندي الأول الذي عُرِف في تلك الفترة بكرة القدم الشاملة تحت قيادة الساحر الراحل يوهان كرويف، وأسماء لامعة أخرى مثل نيسكنز وكرول وريب ورنسنبرينك، لكن هذا المنتخب اصطدم بعقبة سوء الحظ؛ ليتحوّل إلى جيل ذهبي بقي بعيدًا عن الألقاب. ووصل منتخب الطواحين عام 1974 إلى المباراة النهائية لكأس العالم بعد فوزه على الأرجنتين برباعية نظيفة، وعلى البرازيل وألمانيا الشرقية بهدفين دون رد، كما أنّه لم يستقبل سوى هدف وحيد في رحلته نحو العرس الختامي. وتقدم المنتخب الهولندي على المضيف الألماني في المباراة النهائية بهدف نيسكنز الذي جاء من ركلة جزاء في الدقيقة الثانية، لكنه خسر اللقب لصالح المنتخب الألماني الذي سجل هدفين قبل صافرة نهاية الشوط الأول، وتكرر السيناريو نفسه مع هذا الفريق المميز في نهائيات المونديال التالي عام 1978، فبعد فوزه على إيطاليا وحامل اللقب الألماني، مني المنتخب الهولندي بخسارة دراماتيكية أخرى في المباراة النهائية، بعدما سقط بنتيجة 1ـ3 أمام الأرجنتين في الأشواط الإضافية،؛ لينتهي جيل يوهان كرويف الذهبي مع إنجازاتٍ على صعيد الأندية، ودون أي لقب على صعيد المنتخب الهولندي الذي قدّم أفضل المستويات في السبعينيات.

البرازيل رموز مختلفة

قدّمت الكرة البرازيلية على مدار التاريخ سلسلة من الأجيال التي سحرت عشاق المستديرة، بدءًا من جيل الأسطورة بيليه وزملائه جارينشا وزيتو وفافا، والذي حصد ذهبية المونديال مرتين متتاليتين عاميْ 1958 و1962، ووصولًا إلى الفريق الذي مثّل هذا المنتخب في المونديال المكسيكي عام 1970، والذي يصفه الكثيرون بأفضل فريق شارك في نهائيات كأس العالم، حيث تُوّج المنتخب البرازيلي حينها بلقبه الثالث في المونديال بقيادة بيليه أيضًا، ونجوم لامعين آخرين، مثل كارلوس ألبرتو وجيرزينيو وتوستاو وريفيلينو. ودخل المنتخب البرازيلي إلى نهائيات عام 1982 مع فريق قدّم مستويات مميزة بقيادة زيكو وسقراط وسيرجينيو وغيرهم، لكنه ودّع البطولة في الدور الثاني، بعد سقوطه أمام ميشال بلاتيني والمنتخب الفرنسي بركلات الترجيح، واستمرت الأجيال البرازيلية الذهبية حتى الفوز الأخير للبرازيل باللقب المونديالي عام 2002، حيث ضمّت قائمة المدرب لويس فيليبي سكولاري نجومًا، مثل رونالدو وريفالدو ورونالدينيو وكافو ودينيلسون وروبرتو كارلوس.

برشلونة

بدأ بيب جوارديولا مسيرته التدريبية عام 2008 خلفًا للهولندي فرانك ريكارد، على رأس الجهاز الفني لبرشلونة، وذلك بعدما أمضى موسمًا واحدًا كمدرب للفريق الثاني في النادي الكتالوني، وأطلق جوارديولا عهده بقراراتٍ مفاجئة، بعدما قرر التخلي عن النجميْن البرازيلي رونالدينيو والبرتغالي ديكو، حيث لجأ إلى الاعتماد على أسلوب الـ "تيكي تاكا" الذي اشتُهر به عبر التركيز على مثّلثٍ ذهبي تمثّل في الثلاثي ليونيل ميسي وتشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا. وفي موسمه الأول، قاد جوارديولا فريقه ليصبح أول طرفٍ إسباني يتوّج بالثلاثية في موسم واحد، وذلك عبر الفوز بكأس إسبانيا، بعد الفوز على أتليتيك بيلباو 4ـ1، ولقب الدوري الإسباني عقب الفوز التاريخي على الغريم ريال مدريد بنتيجة 6ـ2 في مباراة حاسمة، قبل أن يُعيد البرشا إلى العرش الأوروبي، بعد الفوز في المباراة النهائية على مانشستر يونايتد. واستمر الجيل الكتالوني الذهبي حتى مغادرة جوارديولا أسوار الكامب نو عام 2012، على الرغم من تراجع نتائج الفريق في موسمه الرابع والأخير، لكنه أضاف إلى حائط إنجازات برشلونة 14 لقبًا بمساعدة أسماء لامعة مثّلت الفريق خلال هذه الفترة، وعلى رأسها تييري هنري وصامويل إيتو وكارلس بويول ودافيد فيا.

فرنسا

عرفت فرنسا جيلها الذهبي على صعيد منتخبها الأول بعد أيامٍ صعبة وجافة في التسعينيات، حيث عجز منتخب الديوك عن التأهل إلى نهائيات كأس العالم عاميْ 1990 و1994، قبل أن يشارك في نسخة عام 1998 بصفته مضيفًا للمونديال، لكنه دخل إلى تلك النسخة مع آمالٍ عالية، صاحبت تشكيلة مميزة بقيادة زيدان وديشامب وبيريس وهنري وتريزيجيه وتورام وغيرهم من النجوم. وحقق المنتخب الفرنسي لقبه المونديالي الأول بعد فوزه بثلاثية نظيفة على حامل اللقب البرازيلي، وبعد رحلة لم يعرف فيها سوى الانتصارات، حتى لو احتاج إلى الهدف الذهبي؛ ليتجاوز الباراجواي في ثمن النهائي، والركلات الترجيحية التي رجحت كفته أمام إيطاليا في دور الثمانية. واستمر هذا الجيل الذهبي في حصد النجاحات بعد عاميْن في كأس الأمم الأوروبية التي استضافتها هولندا وبلجيكا، حيث سجل زيدان هدفًا ذهبيًّا في مرمى البرتغال؛ ليضع الديوك في المباراة النهائية، في مواجهة أمام المنتخب الإيطالي، والذي كان قريبًا من خطف الميدالية الذهبية، لولا هدف التعادل القاتل الذي سجله سيلفان ويلتورد للفرنسيين في الوقت المحتسب بدلًا عن الضائع للشوط الثاني، والهدف الذهبي الذي سجله دافيد تريزيجيه قبل نهاية الشوط الإضافي الأول، والذي وضع فرنسا على عرش أوروبا للمرة الثانية.

ميلان

لم يكتب أريجو ساكي لنفسه اسمًا لامعًا خلال مسيرته كلاعبٍ في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، حيث اكتفى بتمثيل أندية مغمورة في إيطاليا، قبل أن يحصل على فرصةٍ لبدء رحلة من نوع آخر، عندما عُيّن مدربًا لبارما في الدرجة الثالثة عام 1985، وحقق ساكي نتائج جيدة مع بارما، وكان أبرزها الفوز على ميلان في مسابقة كأس إيطاليا، الأمر الذي دفع سيلفيو برلسكوني رئيس ميلان؛ لتعيينه مديرًا فنيًّا للفريق عام 1987، وطرحت وسائل الإعلام الكثير من علامات الاستفهام حول هذا القرار، حيث اعتبرت أن ساكي الذي كان لاعبًا مجهولًا لن ينجح في قيادة ميلان نحو الأمجاد، إلى أن سطّر لميلان جيلًا ذهبيًّا بدءًا من العام التالي. ونجح ساكي في إعادة ميلان إلى منصة الدوري الإيطالي في موسمه الأول، بعد غيابٍ دام 9 سنوات، قبل أن يقود الفريق نحو السيطرة القارية عبر الفوز بدوري الأبطال عاميْ 1989 و1990 بعد تجاوزه لعقبة أندية أوروبية عريقة مثل ريال مدريد وبايرن ميونيخ وستيوا بوخارست وبنفيكا. وخلال عهده مع ميلان، قاد ساكي تشكيلة ترصعت بالنجوم كالثلاثي الهولندي فان باستن وخوليت وريكارد، ونخبة من أفضل اللاعبين في إيطاليا، مثل باريزي ودونادوني ومالديني.


أجيال ذهبية لن ينساها التاريخ

أجيال ذهبية لن ينساها التاريخ

أجيال ذهبية لن ينساها التاريخ

أجيال ذهبية لن ينساها التاريخ

أجيال ذهبية لن ينساها التاريخ

أجيال ذهبية لن ينساها التاريخ

أجيال ذهبية لن ينساها التاريخ