|


علي الزهراني
الدوري للأقوياء فقط
2015-07-29
حين ترغب في تحقيق الدوري عليك أن تكون ذكيا في اختيار وسائله أما أن تبقي فرصة الحصول عليه في خانة (لو ويمكن ومن المحتمل) فهذه الخانة خارج نطاق الأقوياء وخارج نطاق الاهتمام بمضامينها .
ـ في الماضي كان الهلال قويا بوسائله فحاز على الدوري برقم لم يصل إليه أحد وبنفس الوسائل سار الاتحاد والشباب وهاهو النصر اليوم يستوعب من كل تجاربه ليعيده إلى خزائنه فيما بين هؤلاء ووسائلهم لايزال الأهلي (مثاليا) .. يخسر بصافرة ويجلد بقرار ولا يجد من الخيارات الممكنة سوى الصمت لقناعة الذين من حوله بأن هنالك شيء اسمه (الرقي) يمنعهم من مسايرة ركب البقية ولهذا من الطبيعي أن يبقى الأهلي بعيدا عن الدوري ومن البديهي أن يتجاوز الثلاثين عاما دون أن يفرح كغيره بلقب هو الأول في عرف كرة القدم وفي عرف بطولاتها.
ـ من يبحث عن لقب الدوري عليه أن يكون قويا داخل الميدان وخارج الميدان أما عكس ذلك فالمثالية لا تجلب الفرح ولا تحقق اللقب.
ـ الموسم الماضي خاض الأهلي الدوري من البداية وحتى النهاية ولم يخسر مباراة لكنه خسر اللقب والسبب في تلك الخسارة لم يكن لضعف الفريق ولا لتهاون لاعبيه بل لضعف وتهاون الذين يقفون خلفه.. صمتوا عن الخطأ وتمسكوا بالمثالية وجعلوا التاريخ يضيف رقما آخر لعدد سنوات غياب هذا العملاق عن الفوز بالدوري الذي يذهب كعادته في كل عام لمن يستطيع أن (يحمر العين) و(يصرخ) ويرفع وتيرة الصوت للمهنا وحكامه ولأحمد عيد واتحاده.
ـ بالطبع لا أطالب هنا بمشروعية الخروج عن النص بذريعة العاطفة ولا أجيز علنا القبول بالبطولات التي تأتي بالصافرة لكنني أطالب بأن يكون الأهلي قوة صوت وعيناً حمراء حاله حال الذين يتنافسون معه على الأقل لكيلا يظل وحيدا يتباهى بالرقي والمثالية والبقية من حوله يتباهون بالقوة والنفوذ وحصد البطولات.
ـ صدقوني مثالية الأهلي والرقي فيه أضحت وبالا عليه وهنا مكمن العلة، ففي واقع رياضتنا اليوم تغيرت الكثير من المفاهيم سوادها بياض وبياضها سواد والمرفوض فيها مقبول والمقبول فيها مرفوض وهكذا.
ـ اختصر كل ما فات قائلا.. مقومات البطل تتوافر دوما في الأهلي لكنها لم ولن تكتمل إلا بسياسة إدارية قوية ومؤثرة تتوازى مع ما ينهجه الهلال والنصر والاتحاد فهذه في تصوري هي الحلقة المفقودة التي غابت وغيبت معها الفريق من نيل أقوى البطولات (الدوري) وسلامتكم..