|


علي الزهراني
الزعامة المفقودة
2015-07-31
فقدنا هويتنا الكروية على مستوى القارة ولم تبق لنا سوى ذكريات الماضي نستعيد الحديث عنها في كل مرة لكي نتفاءل ببصيص من الأمل لعل وعسى أن يكون في هذا الاستحضار للماضي ما قد يحل عقدة الخلل التي تأصلت في أعماق رياضتنا .
ـ حققنا كأس الخليج وتأهلنا لنهائيات كأس العالم لكننا حين توعلنا في دهاليز الاحتراف وثروة المال التي طالت نجوم الكرة لدينا هبطنا من قمة إلى قاع فلا هي منتخباتنا حافظت على إرث الماضي التليد لها ولا هو نظام الاحتراف نجح في الارتقاء بكرتنا بل على النقيض ، كل شيء في المنظومة يسير في الاتجاه الخطأ فكرا وتخطيطا وعملا .
ـ ماذا جنته الكرة السعودية طيلة السنوات التي مضت ؟
ـ حاولت أن أبحث عن المفيد الصائب لكنني في نهاية البحث في كل التجارب خرجت ومعي ما يدين هذا الواقع المرير الذي تعيشه رياضتنا وعلى وجه التحديد كرة القدم التي تشوهت وبات البياض فيها سوادا تحزن له القلوب .
ـ غيرنا الكثير .. غيرنا الكراسي والأسماء لكننا برغم كل المحاولات لم نصل بعد إلى مفهوم هذا الاحتراف ومضامين بنوده فالعجلة تدور على نفسها .. تتقدم خطوة وتعود للخلف ألف خطوة والنتيجة هي هي إفلاس في التطبيق وإفلاس في الفكر والقرار وأسماء لم تعد تهتم بأي خيار سوى خيار البقاء على تلك الكراسي الوثيرة بأكبر قدر من الزمن .
ـ كل عام نكرر سلبيات وكوارث سابقه .. في اتحاد الكرة .. في الأندية .. في فكر الجمهور ومساحات الإعلام .. فالكل يمثل ركيزة الوهن الذي أصاب الرياضة في مقتل.
ـ لماذا لا نستفيد من تجارب الذين معنا في ركب المنافسة .. في اليابان وكوريا وفي تلك الدول التي تجاوزتنا بكثير رغم أنها في واقع الأمر لا تملك ربع ما نمتلك من الخامات والقدرات والإمكانات ؟
ـ ليس الخلل في الاحتراف كنظام بل الخلل كل الخلل في الأفكار التي تدير هذا النظام لكونها أقل بكثير من أن تبتكر وأقل بكثير من أن تفكر وأقل بكثير من أن تتطور لهذا جاءت الحصيلة في خانة السالب من الرقم وتراجعنا إلى المكان الذي لا يليق بالتاريخ الكروي البطولي الذي نحمل .
ـ متى نستعيد زعامتنا القارية .. متى يعود الأخضر السعودي كما كان عليه مع جيل الهواة ؟ متى نحترف ؟
ـ أسئلة سئمنا من تكرار الحديث عنها لكنها ضرورة تحتم علينا التذكير بها بين الفينة والأخرى لعل وعسى أن يكون التذكير بها وبهذا الوهن الذي أصاب كرتنا في مقتل سببا للتصحيح وعلاجا للمرض وسلامتكم .