|


عدنان جستنية
الابن العاق
2017-02-10

حينما يتحدثون عن التاريخ الرياضي، مسترجعين صفحاته حسب رواياتهم واختراعاتهم، يتباهون ويتفاخرون بأن الهلال ما هو إلا هبة من هبات النادي الأهلي، ويقدمونه بين حين وآخر على أنه صناعة أهلاوية، مستشهدين في كل مرة وكل مناسبة بالمؤسس الشيخ "ابن سعيد"، وكلام فضائي جاء على لسان "أبوشيخة" يحتوي على اعترافات تشبع رغباتهم.

 

ـ مع مفردة التاريخ ومصطلحاته وفهرست عناوين فرسوها فرساً بأمزجتهم وأهوائهم، وأشبعوها طرحاً وجمعاً وضرباً تأليفاً وتزويراً، سؤال عريض يتبادر إلى ذهني، متجهاً مع التحية للبروفيسور عبدالرزاق أبو داود وأعضاء لجنة التوثيق الأهلاوية، وفي مقدمتهم المؤرخ الرياضي القدير محمد القدادي؛ بحثًا عن إجابة صادقة تكمن في صيغة سؤال هذا محتواه: "هل نشاهد لهم عملاً "توثيقياً" يحمل جهدًا متميزًا، يؤكدون من خلاله حجم ومدى "غيرتهم" على تاريخنا الرياضي، والذي بدون أدنى شك جزء منه مدون فيه اسم النادي الأهلي بكامل تفاصيله الدقيقة المفرحة والسعيدة، الجميل منها والمعيب.

 

ـ مصداقيتهم التي أعنيها وغيرتهم التي أتأملها في خيالي وأمني النفس بها، تجرنا هذه المثاليات "الراقية" إلى سؤال في غاية الأهمية، ألا وهو: "هل سيرى جيل هذا اليوم اعترافاً نصيًّا تتجلى فيه كل معاني الشجاعة الأدبية، وقمة لمسات الوفاء الإنسانية والرياضية تجاه من منحهم حق الحياة وطعم الحرية والاستقلالية؛ فيذكرون "عميد" الأندية السعودية نادي الاتحاد بالصفحة الأولى "المخصصة" لمن يستحق أن تقدم  له كلمة "إهداء"، موجهة للمؤسس الحقيقي للاتحاد والأهلي الراحل الشيخ حمزة فتيحي.

 

ـ أبو داود والقدادي لن أبخس حقهما من تاريخ رياضي عاصراه فمثلما كان الرمز.

 

الراحل محمد العبدالله "أميناً" في وديعة.

 

"كاس" احتفظ به والده وابن "بار" به، أتمنى من هذين العلمين ألا يبخلا على الاتحاد حقه من والده مكتسبة كـ"مؤسس" للنادي الأهلي، بعدما انفصل عنه ويشهد على هذه الحقيقة التاريخية" شمس" من شموس أهالي جدة مكتوبة بخط يديه، وألا يشاركا في "عقوق" كثير من الأهلاويين، ومازال الغالبية منهم يعانون منه ومن مؤثراته السيئة التي انعكست على بطولة دوري، حرموا منها 32 سنة، ولم يستطيعوا تحقيقها إلا بعدما ترأس الأهلي وحداوي.

 

ـ ولهذا أتمنى من الشخصيتين الأهلاويتين ألا يكونا نسخة مكررة من جيل سابق، كان ابناً عاقاً بالاتحاد، فشوهوا التاريخ وأساؤوا للحركة الرياضية بماضٍ من المفترض أنه لن يتكرر مرة أخرى.