|


فهد عافت
الوقْع!
2017-02-21

ما هو فني ينتمي إلى الوقْع.

 

وما هو غير فني ينتمي إلى الواقع!،..

 

الواقع بمعنى الاجتماعي، والاجتماعي بمعنى المُتّفق عليه سلفاً، "المعنى العام"!،..

 

الوقْع هو المعنى الخاص.

 

المعنى بعد بعد أن يتخلّص من معناه!، من معناه العام والاجتماعي المُحدَّد أو القديم أو المسيطر!،..

 

أو هو المعنى قبل استيلاء سلطة العموم عليه!،..

 

الوقْع هو المعنى دون محتوى محدد من اعتقادات سالفة، لا ينفيها بالضرورة، لكنها ليست سيدةً عليه!، وهو غير ملزم بشروطها!،..

 

الموسيقى كلها وقْع.

 

والوقْع في كل الفنون الأخرى هو موسيقاها!،..

 

إذا كانت الموسيقى الخارجية هي الإيقاع، فإنني أسمّي كل موسيقى داخلية بالوقْع!،..

 

الوقْع هو مزيج نهائي غير قابل لاستعادة مواده الأوليّة عبر فصل أو عزل.

 

مزيج بين الأسلوب والحساب.

 

بين التوقيع والإيقاع!،..

 

من لا يمتلك أسلوباً، لا يمتلك توقيعاً، يُقلِّد مثل مُهرِّج، أو يخوض في ما هو متروك فنيّاً، في المتروك لا لصعوبته، لكن لفرط سهولته.

 

وفيما لو خلّصنا شطراً للمتنبّي، من كل ما قبله وما بعده، لحصلنا على واحد من أفضل تعريفات الفن، عبر أفضل تعريف للشاعر الحقيقي: "القائلُ القول: 1- لم يُتركْ، 2- ولم يُقَلِ"!،..

 

من لا يمتلك إيقاعاً، لا يمتلك توقيعاً، ومن لا يمتلكهما معاً وبقوّة لا يمكن له أن يمتلك "وقْعاً"!،..

 

ومن لا يمتلك لا يُعطي!،..

 

الوقْع هو ليس فقط الكهرباء السارية بحسب طاقتها من الفنان إلى العمل الفنّي إلى المتلقّي، ولكنه في قمّته: نتيجة هذا السَّرَيان.

 

هو الرعشة التي تصيب الجميع: الفنان والعمل الفني والمتلقّي!،..

 

الرعشة الداخليّة التي لا تَترك أيّاً من الثلاثة في حالة سكون أو ركود أبداً!.

 

الوقْع روح الفن، أيّاً كان جسد هذا الفن، أيّاً كان نوعه!.