|


وحيد بغدادي
شوط.. الصملة!
2017-02-23

عندما تم تطبيق نظام الاحتراف في الدوري السعودي عام 1413هـ، موسم 2002/2003.. استبشر الجميع بتطبيق لوائح الاحتراف على اللاعبين المحليين لأول مرة في تاريخ الكرة السعودية، وعندها أصبح الدوري السعودي الممتاز مسابقة شبه محترفة، وفي ذلك الموسم أيضاً تم السماح لأندية الدرجة الممتازة بالتعاقد مع لاعبين أجانب، بواقع ثلاثة لاعبين لكل نادٍ، وكانت البداية مشروطة بعدم مشاركة أكثر من لاعبين اثنين في وقت واحد، ومن ثم تم السماح بمشاركة الثلاثة معاً في أي وقت.. كانت التوقعات تشير إلى صياغة لعبة كرة القدم محلياً وتحويلها إلى صناعة تضاهي الدوريات العالمية، مقرونة بتحسن نتائج منتخباتنا الوطنية على جميع المستويات والمشاركات الإقليمية والقارية.. ولكن.. وللأسف الشديد!! بدأت مستوياتنا بالتراجع تدريجياً.. فبعد أن استفاد نادي الاتحاد من مشاركة اللاعبين الأجانب، وحقق بطولة دوري أبطال آسيا موسمي 2004 و 2005، وشارك في المحفل العالمي بمسابقة دوري أبطال القارات عالمياً، وحصوله على المركز الرابع عالمياً.. غابت أنديتنا ومنتخباتنا عن المشهد الرياضي ومنصات التتويج، ومعها طال الغياب عن المشاركة في نهائيات كأس العالم، بل أصبحت مستوياتنا متردية ونتائجنا مخجلة، وتصنيفنا على مستوى منتخبات العالم غير لائق.

 

تساؤلات كثيرة يطرحها الشارع الرياضي عن هذا التراجع المخيف.. هل التقصير من الأندية.. أم من اتحادات كرة القدم المتعاقبة؟! أم أن السبب في انعدام المواهب الكروية في جميع المراكز؟!! وهل أنظمة الاحتراف هي السبب؟!! لن تنتهي سلسلة الأسئلة، ولكن بات من المؤكد أننا أصبحنا نعيش احترافاً (أعرج) بعقلية في (زمن الهواة).. والغريب أن الأرقام الفلكية لعقود اللاعبين بدأت في التزايد، تزامناً مع تطبيق الاحتراف محلياً، على الرغم من الشح الواضح في المواهب وتراجع النتائج، رغم الوضع الاقتصادي المتردي عالمياً منذ عام 2005.. لا يكاد يمر موسم حتى نسمع عن انتقال لاعب من هذا النادي أو ذاك، وبمبالغ خرافية لا تكاد توازي إمكانيات اللاعبين، وما يقدمونه مع أنديتهم ومنتخباتنا الوطنية، أو حتى مع المراحل العمرية للاعبين.. والمضحك أن القضايا والتلاعبات في ازدياد، والشكاوى في غرفة فض المنازعات وفي دهاليز لجنة الاحتراف ومراكز التحكيم الرياضي في الاتحاد الدولي الــ FIFA.. وهو الأمر المستغرب في ظل الاحترافية المزعومة، ورغم إعادة صياغة لوائح الاحتراف السعودي كثيراً، إلا أن بعض الأندية اختارت التوقيع مع بعض اللاعبين كلاعبين هواة!!! وهو الأمر المثير للغرابة (قائد المنتخب السعودي) اللاعب أسامة هوساوي (هاوٍ)، وحارس المنتخب السعودي (وليد عبدالله) لاعب هاوٍ.. وعبدالفتاح عسيري (هاوٍ) وغيرهم كثييييييير!!! أصبح دورينا (للهواة) بنكهة المحترفين، فعن أي احتراف نتحدث؟!!.

 

قبل سنوات حدثت مفارقات توقيع حسن العتيبي للهلال، بعد اتفاق مبدئي مع النصر، ثم تلتها حوادث كثيرة، ومنها حادثة بشار عبدالله ومحمد الدعيع والهويدي.. وتوقيع أسامة هوساوي للاتحاد، ومن ثم إلغاء التوقيع وتحويل الملف لمناقصة مغلقة (وقضية المظاريف الشهيرة).. ولا ننسى قضية الأرجنتيني (مانسو)، وما ترتب على ذلك بسن (ميثاق الشرف) والمطبق فقط على نادي (الاتحاد) دون سواه.. الأمر الذي تسبب في حرمان الفريق من ثلاث نقاط مستحقة، وتغريمه سداد أكثر من 440 ألف دولار بدون وجه حق!! ثم قضية سعيد المولد وعدم التزامه بتوقيع العقد مع ناديه الجديد (الاتحاد) أيضاً.. واليوم تظهر لنا حادثة (الصملة) بعد توقيع عوض خميس للهلال، ثم تمديد عقده مع النصر للفترة ذاتها!! ومع هذه الفوضى (اللااحترافية) وعدم احترام العقود، فقد بات ليس من المستغرب أن نشاهد مستقبلاً لاعبًا يلعب الشوط الأول بقميص نادٍ، ثم يستبدله بين الشوطين بقميص النادي المنافس، ليشارك في الشوط الثاني (شوط.. الصملة).. وعلى الاحتراف السلام!! وسلامة فهمكم.