|


فهد عافت
شذرات وتواقيع
2017-04-23

ـ الموضوعيّة؟!، هذه واحدة من الكلمات المسكينة، والمصطلحات منهوبة الحقوق، لم يحدث أن دارت هذه الكلمة بين اثنين، وكانا يقصدان بها نفس المعنى!.

 

ـ التقليد ليس أعمى، العمى أكثر نبلاً وحياءً وكرامةً، حاجة الأعمى إلى الآخرين لا تجعل منه عبداً، أمّا المُقلِّد فقد اختار أن يتقلّد حَبْلاً في عُنِقِه، ويُقاد مثل أي عبد ذليل، ويا للمأساة: يتحدث عن الحريّة بالمفردات ذاتها التي يتحدث بها سيّده، يدّعيها لنفسه كلّما اجتمع بأمثاله، ربما لذلك يكون حديث هؤلاء مع بعضهم بعضًا "رقيقاً" للغاية، حديثاً "رقيقًا" بمعنى الكلمة!.

 

ـ هذه الأجهزة التي نحملها بين أيدينا طوال الوقت، خدعتنا، وهي مع كل تحديث جديد، تُخرجنا من إنسانيّتنا، بدأت علاقتها معنا بإقناعنا في قدراتها على أن تُوصلنا بالآخرين، البعيدين عنّا، وها هي اليوم تقترب من جعلنا لا نتحدث إلا معها هي، نخاطبها وترد علينا، أو تسألنا فنجيب!، ولا شيء آخر!، القريب بَعُدَ، والبعيد في طريقه إلى التلاشي، ليس حضوره سوى وهم وفبركة وبرمجة!.

 

ـ الفن.. لا اجتناب، ولا رُكون إلى..!.

 

ـ الإطراء على ما يقوم به أطفالنا من أعمال طيّبة، يُسعدهم لكنه لا يُساعدهم!،.

 

صفّقت مرّة لرسومات أطفالي، وصوّرت المقطع، وعلى البريد الخاص وصلتني رسالة رائعة، يقول صاحبها: حاول أن تشاركهم أعمالهم بوصفها، وليس فقط بالإطراء عليها!،.

 

لا أعرف اسم صاحب الرسالة، غير أنه غيّر طريقتي تماماً في التعامل مع أولادي، وبسرعة لم أكن أتوقّعها شَعَّت فروق كثيرة طيّبة، ولا سبيل لشكر صاحب هذه الملاحظة الرائعة، غير نشر ملاحظته، والشهادة لها عن تجربة بجودة الأثر!.

 

ـ لم أعد أغضبُ من تفاهة التافهين، لكنني أعترف: في العميق العميق، ولأسباب لا أتبيّنها تماماً، فإن هذا اللاغضب يُغضبني مِنّي!.

 

ـ في المنافسات الرياضيّة، وفي لحظات الإبداع الخاطفة: لا تُغيِّر الرِّتم لأنك تعبت جسديّاً، أو لأن التأمّلات أرهقت خيالك وفكرك،.

 

عليك دائماً التمتّع بلياقة بدنيّة ونفسيّة وذهنيّة عالية، وكافية لأن يكون تغييرك للرّتم وتنويعاتك عليه، من ضمن خياراتك، ليس من ضمن حلولك المُتاحة لمشكلة تخصّك أنت، ولا علاقة لها بطبيعة العمل نفسه: اللاعب الذي يمرر الكرة فقط لأنه تعب من المراوغة، وليس لأن هذه هي لحظة التمرير المناسبة، لا يصنع هجمة جيّدة بغير صدفة!، والشاعر الذي يُغلق قصيدته فقط لأنه لم يعد بإمكانه التقاط قافية جديدة، لا يمكن حتى لقوافيه المُستعملة أن تكون وفيّة لأحلامه وأمانيه وعواطفه إلا خَبْط عشواء!.