|


فهد عافت
الصحافة القطرية.. كسرت جرتها..!
2017-06-18

 

ـ التراشق بالوطنيّة مسألة في غاية الحساسيّة، أو يجب عليها أن تكون وأن تبقى كذلك، شبكات التواصل تستدرج كثيراً من الناس لتسيِّب خطِر، غياب حُسن الظّن ليس من الخُلُق، كما أن الوطنية ليست شهادةً من أحد على أحد، وكل ما يمكن لأحدنا فعله، تبيان هواجسه، دون إشارةٍ لأحد بعينه، ومن لديه أدلّة وبراهين تصلح للإفادة والشهادة في هذا الأمر، فليتوجّه لأقرب قسم شرطة، أو للنائب العام، رمي الناس بالتّهم دون دليل لا نتيجة له سوى الفوضى والخراب!..

 

ـ شتمت الصحافة القطرية مشايخ الدين ورجال العلم السعوديين، واصفةً هيئة كبار العلماء بهيئة كبار "المنافقين"!، تكتيك صحفي مُبتذل، وإستراتيجيّة خاطئة، والحمد لله أن غباءً مهنياً قاد إلى هذه النتيجة، غباء يعيد إلى الذاكرة رعونة "القاعدة" حين تورّطت بعمليات تفجير في السعوديّة!،..

 

ـ قبل أن تتورّط "القاعدة" بتفجيرات على أرض المملكة، كان الموقف الشعبي أقل تلاحماً مع الموقف الرسمي!. 

 

ـ ففي حين كان الموقف الرسمي عقلانياً ومتفهماً ورافضاً ومندداً بكل ما يمت للقاعدة بصلة، كان الموقف الشعبي يحمل تعاطفاً من النوع الذي لا يُمكن معه غير الإمساك بصورة مشوّشة وبمنطق مهزوز!..

 

ـ لكن ومع أول دَويّ على أرض الناس أنفسهم، بانت الحقيقة حتى لمن نَعُس فكره وتثاءبت فطنته!، لحظتها فقط توحّد الصّفّ على النحو الأكمل!.

ـ الرعونة ذاتها، أتت من الصحافة القطرية هذه المرّة، كسروا جرّة الماء الوحيدة التي يظنون إثماً أن فيها ماءً لهم!..

 

ـ صِغَر الجغرافيا ليس عيباً، لكن قِصَر النظر عِلّةٌ، فما بالك بالعمى؟!..

 

ـ خير ما فعلت الصحافة القطرية، هو هذا الشر الذي كشفته فكشفها!، وربما أجبر أكثر من عالِمٍ جليل على التصدي لها، وقد كان قبل ذلك ساكتاً لسببٍ يخصّه، مهما لُمناه عليه فإنه لا يصل، أو لا يحق لنا "مطّه" ليصير تهمة أو إدانة!..

 

ـ المُضحك في هذا البكاء أن ردّة فعل بسيطة ومُتوقّعة من رجال الدين في السعودية، أربكت البثّ القطري، بعضهم تشكّك، وبعضهم تمنّى أن تكون حسابات المشايخ مُخْتَرَقة!.