قلة قليلة جداً استطاعت أن ترسم البسمة على شفاه الخليجيين في وقت تغلبت فيه الأحزان على الأفراح..
ـ فئة قليلة جداً من صنعت الفرحة في وقت ساد فيها الألم..
ـ لم يكن هناك في الساحة الخليجية من تغلب على معاناته الصحية (الشخصية) وتناسى الألم من أجل أن يفرح الآخرون مثلما فعل عبد الحسين عبد الرضا..
ـ كان يضحك من (خارجه) ويعاني ويتألم من (داخله) من أجل أن يصنع البسمة ويفرح الخليجيون..
ـ كان قلبه (الضعيف صحياً) يستمد (قوته) من على المسرح وأمام الكاميرا طالما عشاقه يعيشون لحظات الفرح..
ـ تجاهل نصائح الأطباء ورفض الراحة من أجل بسمة ترتسم على محيا كل خليجي عشق فنه..
ـ تجاهل النصائح فتضاعف الألم ولم يعد قلبه قادراً على النبض فرحل عبد الحسين عبد الرضا تاركاً عشاقه يذرفون الدمع ويسترجعون سيرته..
ـ قدم مسرحية (باي باي لندن) قبل 36 عاماً ومازالت تجد الإعجاب والمتابعة من كل عاشق للفن الكوميدي الهادف..
ـ قدم (باي باي لندن) دون أن يعلم أنه سيقول (باي باي يا دنيا) من لندن..
ـ لم يكن كوميدياناً سطحياً يبحث عن إضحاك الناس والحصول على المال بل كان هادفاً في طرحه.. معالجاً للكثير من القضايا الاجتماعية الكويتية التي هي بطبيعة الحال تحدث في كل مجتمعات الخليج..
ـ توقع الكثير من القضايا الاجتماعية والسياسية (الخليجية) وقدمها من على المسرح قبل حدوثها بسنوات وكأنه يحذر الخليجيين من خطر يشعر به..
ـ لم يشارك في (أوبريت) أو مسلسل أو مسرحية إلا وأجبر (الأغلبية) على المشاهدة والمتابعة لأنه لا يمكن أن يقدم محتوى خاوياً بل يقدم مادة فنية دسمة وهادفة..
ـ على المسرح وخارجه لم تصدر عنه إساءة لشخص أو لبلد مهما اختلفت الآراء العربية والخليجية بل كان يحرص على إبقاء علاقته جيدة مع الجميع..
ـ لم يصدر عنه أي طرح (طائفي) ولولا اسمه لما عرف أحد مذهبه لأنه لم يكن يخرج عن الإنسانية في التعامل بعيداً عن أي بعد (طائفي) أو (سياسي)..
ـ أحبه كل الخليجيين بمختلف مذاهبهم وتوجهاتهم السياسية، لأنه كان خليجياً (خالصاً) عشق بحر الخليج وصحراءه وسماءه..
ـ لن ننساك أبا عدنان لأنك (حفرت) في قلوبنا بأعمالك العميقة الهادفة محبة لا تزول..
ـ لن ننساك أبا عدنان لأنك تركت لنا إرثاً فنياً قوياً يجبرنا على استرجاعه كل يوم لنستمتع به ونتذكرك..
ـ لن ننساك حتى لو طرت (على بساط الفقر) أو سكنت (فريج العتاوية) أو مشيت (درب الزلق) ورفضت (أن تمشي في طريق الأمس) ولأنك (قاصد خير) وقدمت لنا (درساً خصوصياً)..
ـ لن ننساك لأنك لم تكن يوماً (عزوبي السالمية) ولا (قناص خيطان)، بل كنت على الصعيد الفني بمثابة (سيف العرب) الذي كشف جيداً (فرسان المناخ) وصرخ بصوت عال باحثاً عن (فرحة أمة)..
ـ لن نعترض على رحيلك.. فما حدث لك هو قدر من (الأقدار).