|


مساعد العبدلي
القيادة وسيلة وليست غاية
2017-10-01

 

 

 أسعد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز السعوديين "رجالًا ونساءً"، عندما سمح للمرأة بقيادة المركبة، وأتبعه بتوجيه كريم لوزير الداخلية لوضع نظام يحميها "المرأة" من التحرش، ما يكفل نجاح قانون قيادتها المركبة، بشرط ألا تتردد في الإبلاغ عند أي حالة تحرش تتعرض لها لردع المتحرشين.

 

ـ شرعًا ودستورًا، لم يكن هناك نصٌّ "صريحٌ" يمنع المرأة من ممارسة هذا الدور، "ولن أطلق عليه الحق"؛ لأن الحق يختلف كثيرًا عن الدور.

 

ـ "الحق" أمر كفله لك الدستور وعليك أن تطالب به، بينما "الدور" أمر ليس من حقوقك، إنما تتمنى ممارسته متى سمح ولي الأمر بذلك، أو تم تعديل الدستور ليتحول إلى حق..

 

لذا علينا أن نقول إن المرأة السعودية وجدت التقدير والتكريم، وتم السماح لها بممارسة "دور" القيادة، ولم تحصل على "حق" حرمت منه.

 

ـ كما أن علينا أن نؤمن بأن قرار السماح للمرأة بالقيادة أسعد "الرجال" أيضًا وليس النساء فقط، كما حاول الكثيرون إظهار ذلك من داخل المملكة وخارجها.

 

ـ المرأة كانت "أكثر" سعادة بهذا القرار، لكن الرجل هو الآخر غمرته السعادة لثلاثة أسباب.

 

ـ أولها أن زوجته أو ابنته باتت تستطيع ممارسة "دور" القيادة، وهذا يكفي أنه أمر يدخل السعادة إلى نفسها، وكلنا نبحث عن سعادة أفراد أسرنا.. السبب الثاني أن الرجل "سيرتاح" كثيرًا في منزله، ولن يكون مسؤولًا عن مشاوير المرأة "المتعددة".

 

ـ السبب الثالث هو الاستغناء عن السائق "الأجنبي" الذي كان يشكل عبئًا "ماليًّا" و "اجتماعيًّا" على رب الأسرة، وإن كان العبء المالي لن يتأثر كثيرًا بهذا القرار، بل ربما يزيد؛ إذ إن ربّ الأسرة بات مطالبًا بدفع مبالغ طائلة لشراء المركبات لأفراد أسرته من الذكور والإناث.

 

ـ بل إن الإناث "بطبيعتهن" لن يقبلن بأيّ نوع من المركبات، بل سيبحثن عن سيارات فارهة تكلف رب الأسرة الكثير.. فالمرأة بطبيعتها تحب أن تتفاخر بين نظيراتها.

 

ـ من حق المرأة السعودية اليوم أن تفرح كثيرًا؛ لأنها أصبحت قادرة على قيادة المركبة  "نظامًا"، وليس عبر ممارسات تتمثل في كسره "أي النظام".

 

ـ من حقها أن تفرح؛ لأنها حصلت على مساواة مع الرجل في أمر لم يكن أساسًا من المنطق ألا تتساوى معه فيه! بل إن هذه المساواة تأخرت كثيرًا.. لكن أن تصل متأخرًا خير من ألا تصل أبدًا، فشكرًا للملك سلمان وللأمير محمد بن سلمان اللذين أسعدا المرأة السعودية "ومعها الرجل" في قرار انتظرناه طويلًا.

 

ـ على المرأة أن تكون على قدر المسؤولية، وأن تلتزم بما صدر عن القيادة الحكيمة، وألا تخرج للقيادة قبل الموعد الذي حدّده الأمر السامي، وهو العاشر من شوال المقبل..

 

ـ بل أتمنى أن يصدر عن وزارة الداخلية قرار واضح بمعاقبة أيّ أنثى تقود قبل هذا التاريخ؛ حتى لو وصلت العقوبة بمنعها من القيادة لخمس سنوات مقبلة.

 

ـ القيادة اتخذت القرار وسمحت للمرأة بالقيادة، وعلى المرأة أن تقدر هذا الموقف، وأن تكون "أي المرأة" ملتزمة بالنظام وتنتظر إلى حين صدور كل التنظيمات المتعلقة بالقرار، خصوصًا وأن المرأة صبرت "لعقود" وهي تنتظر القرار، وعليها أن تنتظر فقط "أشهر" كي تقود المركبة وفق النظام.

 

ـ نقطة أخيرة أقولها للمرأة التي هي أم وزوجة وأخت وابنة، وهي أن قيادة المركبة يجب أن تكون "وسيلة" وليست غاية.

 

ـ وسيلة تحقق من خلالها المرأة ما تريد من انتقال من موقع إلى آخر، أو قضاء احتياجاتها الضرورية.

 

ـ وليست "غاية" تنتهي معها طموحات المرأة السعودية التي ننتظر منها التفوق والنجاح في كل المجالات، وأنها لا تقل كفاءة عن الرجل في كثير من الأمور، بل إنها تتفوق عليه في أكثر من أمر.

 

ـ لا تدعن المركبة تبعدكن عن أدوار مهمة جدًّا ننتظرها منكم.. بل لا تدعن القيادة السياسية تشعر بأن قراراها كان سلبيًّا في تأثيره على المرأة، بينما كانت "القيادة السياسية" تعتبره وتتوقعه إيجابيًّا للغاية.

 

ـ أمام المرأة أدوار عدة تجعلني أؤكد أن قيادة المركبة لم تكن سوى "وسيلة" لتحقيق المزيد من "الغايات"، وأثق في أن المرأة السعودية بنضجها ووعيها وثقافتها ورقيها قادرة على فهم ذلك بشكل كبير.