|


د. حافظ المدلج
أهم شوط
2017-11-18

في عالم كرة القدم، نعتبر مباراتي الذهاب والإياب في الأدوار النهائية بمثابة مباراة واحدة، ونسمي مباراة الذهاب الشوط الأول بحيث تكون مباراة الإياب هي الشوط الثاني الحاسم، لذا كتبنا كثيرًا عن ضرورة نشر ثقافة الذهاب/ الإياب بين نجومنا ليتعلموا كيفية التعامل مع تلك المباريات التي يمثل النجاح فيها أهم أساسيات تحقيق البطولات، وربما نتفق على أن "الهلال" سيخوض اليوم أهم مباراة في تاريخه الحديث، لذا يمكن اعتبارها "أهم شوط".

 

كل من ينتمي إلى كيان "الزعيم" يعلم يقينًا أن تأخر تحقيق اللقب الآسيوي يعود لأسباب نفسية أكثر منها فنية، لأن البطولات لا تستعصي على زعيمها، ولا يطول غيابها عن عرين الأسد الذي يتسيد أهم الأرقام ويعتلي قمم المجد في شتى المجالات، ومن هنا تتضح أهمية الدور الإداري في مباراة اليوم التي سترسم ملامح اللقب الذي طال انتظاره، فالفوز الصريح يجعل الحلم أقرب إلى الحقيقة، بينما أي نتيجة أخرى ستؤجل تحقيقه، لذا قلنا إنها "أهم شوط".

 

الخصم الياباني العنيد حسم مراحل التأهل الماضية بالفوز على ملعبه في لقاء الإياب، وكسر هذه القاعدة يتطلب من نجوم "الهلال" تحقيق الفوز الصريح بهدفين على الأقل وبشباك نظيفة، كأهم متطلبات وضع يده على الكأس الغالية، وتحقيق الهدفين يتطلب تركيز المهاجمين ومن معهم لتسجيل الفرص القليلة التي ستسنح أثناء المبارة، كما يتطلب تركيزًا أكثر من الحارس والمدافعين والمحاور، لضمان عدم ارتكاب الأخطاء التي قد تتسبب في ولوج أهداف للخصم خارج دياره، بحيث تسهل مهمته في الإياب، لذا فالتركيز مطلبنا في "أهم شوط".

 

وللجماهير دور مهم جدًّا في منح النجوم طاقة إيجابية تساعدهم على حسم اللقاء لصالحهم بإذن الله، فالنجم الرياضي بشر يتأثر بما يدور حوله من أفعال وردود أفعال، وهتافات الجماهير الإيجابية ستنعكس إيجابًا على أدائهم في المباراة الأهم في تاريخ "الهلال" الحديث، ويقيني أن جماهير "الزعيم" تعي مسؤوليتها ودورها الحاسم في حسم "أهم شوط".

 

تغريدة tweet:

في رأيي.. نجوم الهلال يدركون أهمية المناسبة التي قد لا تتكرر لبعض النجوم، لذا سيبذلون قصارى جهدهم لإرضاء جماهيرهم التي صبرت طويلًا على هذا الجفاء بين زعيم آسيا والبطولة الآسيوية المستعصية عليهم، كما أثق في حنكة وحكمة رئيس الهلال الأمير نواف بن سعد الذي سيعمد إلى إقناع النجوم بأن هذه المباراة ليست نهاية المطاف، فهناك في البداية شوط آخر سيلعب في اليابان، وهناك فريق حالي مميز يستطيع العودة الموسم المقبل للمحاولة مرة أخرى، لإبعاد نجوم "الزعيم" عن الضغوط، وعلى منصات أهم شوط نلتقي،،