|


عيد الثقيل
طغيان الهلال والشريان
2017-11-29

 

 

 

 

 

كتبت هنا قبل فترة ليست بالقصيرة أن الحراك الرياضي في السعودية يتمثل باختصار في هلال ولا هلال ولاقى هذا المصطلح إن جازت التسمية اعتراضاً من بعض الجماهير الرياضية، إلا أن ما أفرزته خسارة الهلال الأخيرة للنهائي الآسيوي أمام أوراوا الياباني خلال الأيام الماضية يؤكد ذلك.

 

وفي اعتقادي أن الحراك الرياضي في السعودية لن يتغير مهما كانت المحاولات من قبل المسؤولين عن رياضة هذا البلد لمدة خمسين عاماً قادمة على الأقل؛ لأن ما يحدث هو أمر رياضي بحت وطبيعي جداً مهما حاول البعض أن يسيّره إلى نواحٍ أخرى مثل التعصب أو طغيان الإعلام الهلالي في العقود الماضية كما يقول طيب الذكر داود الشريان في إحدى مداخلاته الرياضية النادرة.

 

الهلال وبالأرقام والإحصاءات هو صاحب الجماهيرية الأولى في السعودية وهو أحد الأسباب التي جعلت الحراك في السعودية يتمثل في مصطلح هلال ولا هلال، أضف الى ذلك أنه صاحب الرقم الأعلى بطولياً في كرة القدم وبفارق كبير عن أقرب منافسيه وهي اللعبة التي تحرك مشاعر السعوديين دون سواها من الألعاب..

 

لذلك من الطبيعي أن تشاهد هذه الفرحة العارمة من قبل جماهير الأندية الأخرى لهزيمة الهلال وليس لأن الهلال فريق مكروه كما يروج البعض أو أن كل ما يحدث هو ردة فعل طبيعية لطغيان الإعلام الهلالي سابقاً كما تحاول البقية الترويج لذلك، ولتأكيد كلامي لنعد قليلاً إلى التاريخ ونتذكر من كان يفرح لهزيمة الهلال سوى جمهور المنافس التقليدي له النصر وهو الأمر المتعارف عليه في كل عالم كرة القدم حتى جاء موسم 1410 تحديداً وهو العام الذي بدأت تتغير فيه خارطة الألقاب في السعودية وتتم إعادة تشكيلها على يد الهلال ليسيطر ويصبح رقماً ثابتاً في البطولات كل موسم إذ لم تمضِ سنوات قليلة بعد ذلك حتى كان البون شاسعاً بين بطولات الهلال وبقية الفرق لتنضم جماهير الأندية الأخرى التي لم يكن يعنيها خسارة الهلال للألقاب لركب النصراويين وهو أمر طبيعي في كرة القدم، فجماهير هذه الأندية تسعد بتوقف عجلة البطولات الهلالية وتحقيق فرقها للبطولات ليتقلص هذا الفارق وتتمكن من اللحاق به.

 

لذلك فلا نحاول أن نجعل من تلك الفرحة الكبيرة بمنافسي الهلال أمراً جللاً يستحق البحث في أسبابه ولا يحاول البعض أن يتذاكى بأن في الأمر أسراراً كامنة فما يحدث أمر طبيعي لا يتجاوز هاتين النقطتين جماهيرية الهلال الأولى وطغيانه بطولياً على الفرق السعودية الأخرى.