|


هيا الغامدي
من جاور "الهلال" يُسعد يا "خربين"!
2017-12-01

يقول المثل المصري الشهير: "من جاور السعيد يسعد"، وأقول من جاور الهلال يسعد يا عمر خربين، كآخر الأمثلة الواقعية على ذلك الاعتقاد، الفائز بجائزة هداف دوري أبطال آسيا 2017م وجائزة أفضل لاعب بآسيا 2017م.

 

مبروك للنجم العربي السوري هذه الجائزة "القارية" المستحقة، نظير تفوقه مع ناديه "الهلال" ومنتخب بلاده "نسور قاسيون"، فخربين "البطل" أول نجم سوري يفوز باللقب، تفوق على نجم الكرة الإماراتية وأيقونتها "عموري" الفائز بالجائزة 2016م، والصيني وولي لاعب شنغهاي.

 

واللافت أن خربين لاعب طموح ومثابر، بدايته المبكرة أثمرت عن إنجاز "قاري" بسن صغيرة 23، نظير مستوياته مع الفرق التي لعب لها والتي يتضح فيها التصاعد الفني، والتي صنعت منه نجما كرويا سوريا فوق العادة.

 

تزامن تفوق اللاعب مع ناديه محليا وقاريا، ووصول منتخب بلاده إلى مرحلة الملحق الآسيوي، وإن خسرها عطفا على الخبرة الأسترالية مؤشر على أنه نجم مؤثر وصاحب تميز.

 

وأهدافه الحاسمة مع الهلال كان لها الأثر الواضح بوصوله إلى النهائي، العتب الوحيد مني أنا شخصيا كان بمباراة ذهاب النهائي، والسيل العظيم من الفرص التهديفية الضائعة، ولا أعلم أي ارتباك أو تشتت ذهني أصاب اللاعب خلاف المباراة الأخيرة التي لم يكن له فيها حيلة، وهذا.. "قضاء الله وقدره"!

 

ورغم أن الهلال كان لخربين باب حظ كبير، إلا أن الإنجاز الأكثر تأثيراً كان مع كرة بلاده التي تعيش حاليا حالة من الاستقرار الفني والتطور اللافت، باعتقادي أن خربين وزملاءه اللاعبين بالمنتخب السوري ستكون لهم بصمة إيجابية بكأس آسيا في الإمارات.

 

اللاعب السوري عموما لاعب مهاري، لاعب "ثوري" لا يستسلم بسهولة، لا يتوقف عن شن حملات "تحفيزية" لنفسه ولزملائه بالميدان شحذا للهمم، وكأنه بكتيبة عسكرية، وبالطبع كل تلك المزايا كان للبيئة والظروف التي مرت بها سوريا تأثير عليها.

 

الكرة السورية غنية بالمواهب التي تتميز بالبنية الجسمانية المثالية والتغذية السليمة، وإن كانت المواهب الكروية هناك "مادة خام" بالأغلب وبحاجة للاكتشاف والصقل والرعاية ومجال كبير للعمل فيها وتصنيع مواهب وتصديرها إلى الخارج.

 

أعتقد أن نجاح العقيد "عمر السومة" مع الأهلي ومواطنه خربين نموذجين إيجابيين ومحفز قوي للاستثمار بهذه المواهب، ومحفز أكبر لأنديتنا لسد ثغرات نقصها بمواهب سورية والبحث عن ضالتها بين هذه المواهب، ولمزيد من التعاقدات الناجحة مع نجوم الكرة السورية.

 

الهلال مملكة "سعادة" وهرمون إنجاز، وفوز خربين بالجائزة الآسيوية كأفضل لاعب هي الرابعة لنجم هلالي آسيويا، بعد نواف التمياط وياسر القحطاني وناصر الشمراني، اللافت أن ثلاثة أرباع الحاصلين عليها مع الهلال هم من "الوافدين الجدد" للفريق سواء القحطاني من "القادسية" الشمراني من "الوحدة" وخربين من "الظفرة الإماراتي"، جاوروا الهلال فنالهم من سعادته "الآسيوية" نصيب.

 

فوز خربين بالجائزة القارية هذا العام رغم أنها جائزة "فردية" تتويج للهلال بشكل أو بآخر، واعتراف بأن الهلال كان الأفضل لولا أمر الله "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".

 

مزيد من التوفيق لكرتنا السعودية أندية ومنتخبات ونجوم السنوات المقبلة. ومزيد من التميز والجوائز التي نستحقها عن جدارة، بالذات إن أتت من "الاتحاد الآسيوي" فهذا أحد الأدلة الدامغة على تفوقنا... ألقاكم.