|


مساعد العبدلي
تقام لتبقى.. أم لتنجح؟
2017-12-12

 

 

  أؤمن ـ ومعي كثيرون ـ أن أهداف دورة كأس الخليج أبعد بكثير من فوز في مباراة لكرة القدم وتحقيق لقب الدورة، رغم أهمية هذا الهدف دون شك..

 

ـ هذه الدورة التي اقتربت من إكمال عامها الأربعين، علمتنا "كخليجيين" المحبة والألفة واللحمة وكل معاني الوفاء، وأصبحت "الدورة" جزءًا من كل بيت خليجي، مثلما أصبحنا كلنا "كخليجيين" جزءًا منها..

 

ـ الدورة طورت المنشآت والبنية التحتية في كل دول الخليج، وقدمت العديد من النجوم الكبار، وساهمت بتتابعها في أن يصل أكثر من منتخب خليجي إلى نهائيات كأس العالم..

 

ـ من هذه الدورة "بنسخها الـ 22 السابقة"، قدمت الحكم والمعلق والإعلامي الخليجي، وحتى كثير من الإداريين تخرجوا من هذه الدورة..

 

ـ بل إن دورة الخليج أفرزت شبابًا خليجيًّا قادرًا على تنظيم أقوى وأكبر البطولات، بعد أن كنا في الخليج نعتمد على أشقاء عرب في الجوانب التنظيمية..

 

ـ حتى متابعة الدورة باتت تتسع لتشمل كل الدول العربية، وأصبحت حقوق النقل التلفزيوني للدورة مثار سباق بين القنوات، بعد أن كانت تنقل بالمجان..

 

ـ كانت ـ وما زالت وستبقى ـ هذه الدورة مثار اهتمام ومتابعة كل خليجي، حتى إن زعماء دول الخليج كانوا ـ وما زالوا ـ أكبر الداعمين لهذه الدورة، سواء من خلال إزالة كل شوائب إقامتها، أو من خلال الحرص على حضور بعض فعالياتها..

 

ـ نتحدث اليوم عن النسخة 23، التي كان من المفترض أن تنظمها دولة الكويت لولا "غمة" الوقف الدولي للنشاط الرياضي، واتفق الخليجيون على أن تنتقل الدورة لملاعب الدوحة..

 

ـ المؤسف أنه كانت هناك مساع "قوية ومكثفة" لإقامة الدورة الأسبوع المقبل في الدوحة، بحضور "قطر والعراق واليمن وعمان والكويت"!!.

 

ـ تصوروا دورة كأس الخليج تقام من دون البحرين "مستضيفة أول نسخة عام 1970"، والسعودية الداعم الأكبر للدورة ماليًّا وشعبيًّا، وأخيراً من دون الإمارات، إحدى أهم ركائز كرة القدم الخليجية!!

 

ـ هل يمكن أن نطلق لقب "دورة كأس الخليج" من دون السعودية والبحرين والإمارات؟! بالتأكيد لا..

 

ـ إذا كنا نبحث عن "مجرد" إقامة الدورة؛ فهذا منطقي أن تقام دون هذه الدول الثلاث التي تعد ركائز أساسية للدورة..

 

ـ أما إذا كنا نبحث عن استمرار "نجاح"، فلا يمكن لدورة كأس الخليج أن تقام بغياب السعودية والبحرين والإمارات.. هذه هي الحقيقة التي على الجميع مواجهتها والتعامل معها..

 

ـ طالما اليوم زالت "غمة" كرة القدم الكويتية، وبات إيقاف النشاط الكروي من الماضي، فمن الطبيعي أن يعود "الحق" لأصحابه وتنظم دولة الكويت النسخة 23 من دورة كأس الخليج..

 

ـ كتبت في هذه المساحة الأسبوع الماضي عن ضرورة أن تستعيد الكويت حقها في تنظيم الدورة، واقترحت ديسمبر المقبل "2018" موعدًا لتنظيمها؛ لتكون استعدادًا لنهائيات أمم آسيا "الإمارات 2019" لضمان نجاح الدورة، إذ لا يمكن تنظيمها خلال 10 أيام مقبلة!!

 

ـ لكن يبدو أن هناك حرصًا خليجيًّا "وتحديدًا من السعودية والكويت" على إقامة الدورة في وقتها، وهو أمر علينا احترامه..

 

ـ كناقد رياضي "خليجي" أبحث عن "نجاح" الدورة، أرى أن نهاية ديسمبر الجاري وقت غير مناسب لإقامة الدورة؛ لعدم جاهزية المنتخبات، وهذا قد يؤثر على المستوى الفني للدورة..

 

ـ إذا كان ديسمبر 2018 بعيدًا، فإنني أقترح موعدًا آخر، وهو منتصف مارس 2018، وتحديدًا خلال الفترة من 19- 27 مارس، وهي فترة توقف للنشاط المحلي في كل دول العالم، بحكم أنها من أيام FIFA..

 

ـ أو أن تقام خلال الأسبوع الأخير من شهر فبراير المقبل، "إذا كان مناسبًا لبقية الدول" لكي يكون الاحتفال متعددًا.. اليوم الوطني الكويتي ويوم التحرير والاحتفال برفع الإيقاف عن كرة القدم الكويتية..

 

ـ دورة كأس الخليج وجدت لتبقى، ومن ثم تنجح، ولكي يتحقق هذا الهدف لا بد من اختيار الوقت المناسب لإقامتها.