|


فهد الروقي
"السيّد دياز"
2017-12-14

 

 

في ساحتنا الرياضية الغالبية "يفهم كورة" وهؤلاء مقتنعون بأنهم يملكون كل أدوات النقد وأسسه وطرائقه، بل ونظرياته التي لم تثبت بعد ويرون في أنفسهم القدرة على إثباتها.

 

هؤلاء يستطيعون بـ "جرة كيبورد" أن يحكموا على مسيرة كيان كبير أو مدرب خبير أو لاعب مميز بالفشل لمجرد تعثر مهما كان هذا التأثر.

 

هؤلاء يرون بأن ما يقولونه صواب لا يأتيه الباطل من أي مكان وما يخالفهم من آراء "خطأ" لا يقبل الصواب، بل في كثير من الأحيان يجرمون أصحاب الآراء المخالفة والتجريم في رياضتنا يأخذ أشكالاً متنوعة أقلها "مطبل" وأصعبها تحرم قوانين الذوق العام ذكرها لخدشها كل جميل ومنطقي وأكثر نوع مثير للشفقة منهم من يبني رأيه على الشخوص وليس على النصوص اتباعاً للإرث العربي البائد والمقيت "كاذب ربيعة ولا صادق مضر".

 

هؤلاء يعتمدون أحياناً على معلومات خاطئة ويبنون عليها وجهات نظرهم "هم يرونها حقائق مجردة لا تقبل النقاش" وفي الغالب تقودهم عاطفة عمياء تعصف بكل شيء استجابة لحالة غضب أو يأس تأتي غالباً بعد تعثر فرقهم المفضلة.

 

استثارني لهذه المقدمة الطويلة ما يتعرض له "السيد دياز" من هجوم شرس من عقول مختلفة غالبها لم يركن للهدوء ولا المنطق والتي تحكم وفق نتائج مباريات فيمجد عند الفوز و"يجلد" عند التعثر وأحياناً يعاند حتى لا تنطبق عليه هذه القاعدة فيمارس الجلد وقت الأفراح.

 

دياز أيها السادة مدرب يخطئ ويصيب لكن هذه الأخطاء وتلك الإصابات مرتبطة بمنفذين يتسببون في النجاح والفشل ولا يمكن له أن يستوعب كل طلبات المطالبين لكن الأهم من كل هذا أنه مدرب "محترم" فقد احترم اسمه الكبير والنادي الذي يدربه والعقد الذي أبرمه فأوصل الهلال لعالمية الأداء إذ غالب الفرق المحترفة في العالم "ثبات في المنهجية والأداء" فظل عاماً دون خسارة محلية وواحدة خارجية الكل يعلم بظروفها ومسبباتها.

 

دياز جعل الهلال متفرداً عن الجميع وثابتاً على الرغم من رياح العوائق الصلفة، فهو معه يسيطر على كل الفرق وفي كل الملاعب يهاجم بشراسة ويدافع بضراوة إن نجح اللاعبون في التسجيل فاز الفريق وإن لم يتمكنوا من ذلك تعثر وفي حالتي الفوز أو التعثر يبقى المستوى ثابتاً ومع منهجيته اختفت مزاجية اللاعبين وتأرجح المستويات.

 

عموماً لست بقامع للأصوات ولا ممانع لطرح الآراء لكنني ضد من يرى بأن آراءه حتى التي يطلقها بعد الغضب والانفعال بأنها "نقد" والنقد براء منها.

 

الهاء الرابعة

‏لا تدور عز من راس الذليل

‏زين ل فكك من آذاه ورداه

‏ولا تطالب صاحبك بالمستحيل

‏اطلب المعقول ويبين وفاه