|


فهد علي
"المغادرون" مع قدوم
2017-12-14

 

 

طل فيلم "المغادرون" برأسه في "يوتيوب"، مع خبر قدوم صالات السينما للسعوديين، نجح الفنانان "محمد القس" و"خالد صقر"، وجميع طاقم عمل الفيلم القصير بمؤلفه ومخرجه، ما كان نجاح يقف في حيّز أحقّية متابعة العمل والتصفيق له، كان نجاحاً امتد وطال حتى أحس به المتشائمون أمثالي من لا يرضيهم العمل المحلي، فالأكثر بهجة من خبر فتح صالات السينما هو عمل أفلام محلّية تحاكي مزاج الإنسان العامي، وتعريجاً على الفيلم إن - في نظري - المزية الأكبر هي تداعي الحوارات برمزية عالية في الفيلم، وبجمل ذكية لا تمنح المشاهد الإجابة الخالصة بقدر تركه ينقّب داخل عقله باحثاً عن جواب، أو على إحداث زلزال نحو قناعة كان من الأجدر التحديق بصحّتها وسلامتها منذ زمن، تفوق كبير في العمل، إذ إن تحديد وضوح اللغة الثقافية أتى كي يحمل الإنسان العامي نحو مدارج تنعش ذهنيته، وتم بهذه اليد هدم جدار العزلة الصلد والخالي من متعة التواصل بين الأفكار المهمة وبين الشخص العادي. 

 

إن إضاءة شاشات السينما الكبيرة واستعداد القس ورفاقه، أحدثا ربكة في مطالعة وقراءة ورؤية المشهد المقبل للساحة الفنية، لأنه يصعب تنبؤ ما يعتمر أذهانهم، وعن إمكانية نجاحهم في إظهار أنفسهم كما يودّون، فحتى فيلم "المغادرون" مثلاً يحمل عيوباً صغيرة، ومع قلّة النقاد الفنيين أجهل كيف تتم الإضاءة لها، وكيف يتمكن أن تتجاوز وتجدد نفسها وتستمر وتمتد بطولها الزمني تلك الأفلام، أظن أني على جهل تام. 

 

إن "المغادرون" بلمسته السيريالية ورغماً عن بعض جُمل الفيلم المباشرة التي يشفع لها تمامًا أبعاد الحوارات الرمزية وأهمية الموضوع، جدير بالمشاهدة.