|


فهد القحيز
اللاعبون والإجازة
2017-05-29

 

ـ انتهاء الموسم الرياضي.. وتوقف الركض في أنديتنا.. واللاعبون "الآن" يقضون إجازة طويلة بعد عناء الموسم وتعب المباريات.

 

ـ المشكلة الأزلية.. أن اللاعبين في هذه الإجازة "الطويلة" يخلدون إلى الراحة التامة ويتوقفون كليًّا عن التدريب وأي نشاط بدني آخر.. رغم أنهم محترفون.. وهذا التوقف الكلي.. قبل أن يكون إجراءً خاطئاً لأسس التدريب البدني.. فإن فيه خللاً في تنفيذ خطط الإعداد طويلة المدى الخاصة بلاعب كرة القدم المحترف. 

 

ـ الأندية.. لو عرفت ما الذي يحصل للاعب عندما يتوقف كليًّا عن التدريب لمدة طويلة.. ما منحت لاعبيها حتى أسبوعًا واحدًا.. وللمعلومية.. وبحسب ما أشارت إليه نتائج الدراسات التي أجريت في هذا المجال.. فإن التوقف التام عن التدريب لمدة 15 يومًا فقط.. يؤدي إلى خفض الأداء البدني لدى اللاعب بمقدار يتراوح ما بين 20 إلى 25%.. ولكي يعود اللاعب إلى المستوى اللياقي ـ الذي كان عليه قبل التوقف ـ.. فإنه يحتاج إلى أداء برنامج تدريبي لمدة لا تقل عن شهرين ـ أي 8 أسابيع ـ. 

 

ـ فإذا كانت الأندية ستمنح لاعبيها إجازة شهرًا أو أكثر مثل ما هو حاصل الآن.. فإنها ستحتاج إلى شهرين أو ثلاثة أشهر لتنفيذ البرامج التدريبية التي تمكن اللاعب من امتلاكه مستوى اللياقة الذي يؤهله للعب المباراة كاملة ـ الـ 90 دقيقة ـ.. وهذا ما يجعل معظم الأندية تدخل الموسم الجديد وهي غير جاهزة.. بحكم أن لاعبيها غير جاهزين لياقيًّا. 

 

ـ لذلك على الأندية وقبل منحها لاعبيها الإجازة في نهاية الموسم الرياضي.. أن تقوم بتوعية اللاعبين وتثقيفهم.. حول مبادئ التدريب.. وكيفية اكتساب اللياقة البدنية وفقدانها.. والآثار السلبية التي تنتج عن التوقف الكلي للتدريب.. ومدة التوقف التي يفقد بعدها اللاعب لياقته الحالية.. ومدة التدريب التي يحتاج إليها للعودة إلى مستواه وجاهزيته اللياقية والبدنية. 

 

ـ وهنا تبرز أهمية قيام الأندية قبل الإجازات الطويلة بتزويد لاعبيها ببرنامج خاص.. يحتوي على مزاولة بعض تدريبات الجري الخفيفة أو ممارسة السباحة وغيرها من الأنشطة المماثلة.. ومن ثم تطالبهم باتباعه في مثل هذه الإجازة الصيفية.. سواء في النادي أو في البلد الذي سيقضي فيه اللاعب إجازته.. فهو محترف ويجب عليه الاحتفاظ بمستواه اللياقي طوال مشواره الكروي.. على أن يكون هناك اختبارات لقياس المستوى اللياقي للاعبين عند العودة.. وبناء على النتائج.. يتم محاسبة اللاعب المقصر.. ومعاقبته بالحسم المالي من رواتب الإجازة على سبيل المثال. 

 

ـ فالأندية عليها مسؤولية متابعة اللاعبين والتواصل معهم طوال الإجازة ـ بما أنهم محترفون ومهنتهم هي كرة القدم ـ للتأكد من استمرارهم في ممارسة التدريبات وعدم توقفهم عنها.. سواء في النادي أو في البلدان التي سيقضون فيها إجازتهم.. فهم محترفون ويجب عليه الاحتفاظ بمستواهم اللياقي طوال مشوارهم الكروي.. مثل ما يفعل اللاعب المحترف في أوروبا.. فهو يتدرب في فترة الإجازة بشكل يمكنه من المحافظة على مخزونه اللياقي.. ولا يتوقف كليًّا عن التدريب إلا في حالة الإصابة. 

 

ـ لاعبونا.. لا بد أن يدركوا أن ممارسة برنامج تدريبي ترويحي ملائم مع المحافظة على تناول التغذية الجيدة في فترة التوقف الحالية "الإجازة الصيفية"، هي أفضل وسيلة للاحتفاظ بلياقتهم وجاهزيتهم.. والأهم قدرتهم على العودة القوية في المباريات مع بداية الموسم الجديد.