|


عيد الثقيل
‏تركي والسيفان والنخلة
2017-10-18

 

 

 

أجزم بأن حديث تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة هيئة الرياضة السعودية  أمس الأول للزميل وليد الفراج في برنامج "أكشن يا دوري" كان كافياً لوقف اللغط الحاصل منذ أن أطلق الرجل يديه لتطهير الوسط الرياضي من التجاوزات المالية والعبث الإداري داخل الأندية السعودية واتحاد كرة القدم.

 

هذا اللغط الذي أثاره المتعصبون لأنديتهم إضافة إلى عدم الكشف عن خبايا تلك القرارات التزاماً بالمبدأ القانوني في عدم الحديث عن قضايا منظورة دفع الرجل الذي أظهر الحزم والعدل منذ أول يوم لتوليه المهمة إلى كشف أسرار تلك القرارات ومحاولات بعض من طالتهم العقوبات لاستغلال عاطفة الجماهير بالتدليس والكذب اللذين مارسوهما في مواجهة العقوبات بمساعدة إعلاميين لا يرون لوناً سوى لون أنديتهم.

 

منذ القرار الأول لتطهير الرياضة السعودية من العبث المالي والإداري بإعفاء إدارة أنمار الحائلي من رئاسة نادي الاتحاد وعبد العزيز التويجري من قيادة الرائد بشبهة التزوير ذكرنا في وقتها أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته وأن هيئة الرياضة اتحذت فقط ما تنص عليه صلاحياتها وتركت تحديد نوع المخالفة ومدى وصولها لحد الجرم قانونياً للجهات المختصة الأخرى، إلا أن ذلك لا يعني أن يحاول الكثير من الجماهير وأشباه الإعلاميين إصدار القرارات المسبقة سواء بتجريم هؤلاء الأشخاص أو تبرئتهم.

 

وزاد اللغط الجماهيري والإعلامي حين أعلن اتحاد القدم عن المخالفات التي قام بها الدكتور عبد الله البرقان رئيس لجنة الاحتراف سابقاً وتحويل تلك المخالفات من قبل هيئة الرياضة إلى هيئة الرقابة والتحقيق ليبدأ التراشق الإعلامي والجماهيري بين مناصري الرجل ومعارضيه المنساقين خلف ألوان أنديتهم تلتها قضية محمد سعد بخيت وإعفاء إدارة الشباب ومن ثم أخيراً إعفاء سلمان القريني أمين عام نادي النصر الذي وصل فيه اللغط لأبعد مدى حتى إن أنصار ناديه وإعلامييه حاولوا تقديمه بطلاً لناديهم وأن سبب إعفائه هو دفاعه عن حقوقه، وشكوى القريني خصمهم في قضية عوض خميس الشهيرة لـ"فيفا" وما يترتب عليها من تهبيط للهلال إلى دوري الأولى وهو الأمر الذي وصفه آل الشيخ بحديث الأطفال وكشف خلاله مدى الجرم الذي قام به القريني في حق الوطن من أجل مديونية لناديه ومحاولة جدولتها.

 

كل المدانين إدارياً ومالياً حتى الآن بدءاً بالحائلي وانتهاءً بالقريني لا مجال للحديث عن مخالفاتهم بعد حديث رئيس الهيئة فيما ستحدد مدى جرمهم جهة أخرى غير هيئة الرياضة.

 

حديث آل الشيخ الأخير كان نتاجاً لحال الوسط الرياضي السعودي وإعلامه وتعاطيه مع القضايا والقرارات التطهيرية ولا يلام الرجل في ذلك، بل نطالبه بهذا الحزم وأكثر في التعاطي مع القضايا وما يترتب عليها جماهيرياً وإعلامياً،  فغالب الجمهور والإعلام الرياضي لا ينظر إلى هذه القضايا بمنظور العقل، بل تحركهم ألوان أنديتهم ليتقلبوا بين قضية وأخرى حسب ذلك وليتهم يكتفون بل يزيدون الوسط الرياضي لغطاً وتأجيجاً.

 

يا رئيس الهيئة لا تلتفت لهم امضِ بحزمك وعزمك لتطهير هذا الوسط فقراراتك الأخيرة وحديثك الأخير كانت تحمل بين طياتها ميزان العدل فلم ترحم هلالياً ولم ترأف باتحادي ولم تتهاون مع أهلاوي أو تظلم نصراوياً.

 

امضِ كما بدأت ولا تلتفت أو تهتم بما يعج به هذا الوسط من جهل وتعصب وتلون ونفاق. امضِ ما دمت لا تراعي في ذلك سوى ربك ثم السيفين والنخلة التي وضعتها أمام عينيك حين أديت القسم. امضِ في حزمك وعدلك رعاك الله.